افتتح في قصر المؤتمرات في ضبية المعرض الهندسي الثامن للتوظيف والتواصل بدعوة من رابطة خريجي كلية الهندسية في الجامعة اللبنانية – الفرع الثاني، وقد شارك في حفل الافتتاح وزير الاعلام ملحم الرياشي، مدير مركز التحكم في اوجيرو الدكتور علي عطيه، رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب جاد تابت، وحضره العميد جورج الجمل ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون، عميد كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية رفيق يونس، رئيس رابطة الخريجين في كلية الهندسة أسد كلاسي وأعضاء الرابطة، رئيس بلدية انطلياس ايلي أبو جودة وعدد كبير من رؤساء البلديات والمخاتير والمهندسين.
بداية، النشيد الوطني، ثم ألقى نائب رئيس رابطة الخريجين في كلية الهندسة المهندس جورج ناصيف كلمة اعتبر فيها ان “المعرض مميز عن غيره كونه شاملا ومتخصصا. فهو شامل لأنه غير محصور بالجامعة اللبنانية فقط وإنما يرحب بجميع المهندسين اللبنانيين بغض النظر عن الجامعات التي انطلقوا منها وهو متخصص لأنه محصور فقط بالاختصاصات الهندسية. يترافق معرضنا هذه السنة مع إقامة ناشطين مميزين جدا. النشاط الأول هو إقامة مباراة بين طلاب الجامعات. والثاني هو العلم الذي يجمع هندسة الميكانيك بهندسة الالكترونيك بهدف انتاج الرجل الآلي”.
أضاف: “هدف هذا النشاط هو تشجيع الطلاب في لبنان على التعمق أكثر في الميكاترونيكس، لأنها صناعة تعتمد على العلم والفكر وباستطاعتنا كلبنانيين دخول المنافسة العالمية فيها. ان نشاطات رابطة الخريجين لا تقتصر فقط على هذا المعرض بل لديها العديد من النشاطات الآخرى نذكر منها: إقامة الدورات التدريبية لتلامذة المدارس الذين أنهوا بنجاح امتحانات الثانوية العامة وذلك بهدف تحضيرهم للخضوع لامتحان الدخول الى كلية الهندسة في جامعتنا. إقامة المحاضرات العلمية التي تعالج مواضيع عدة كالأبنية الخضراء، والطاقة المتجددة، ودراسة سبل معالجة النفايات وموضوع النفط في لبنان وغيرها. استقدام الشركات المحلية والاقليمية لمقابلة طلابنا حتى قبل تخرجهم بهدف تأمين الوظائف والفترات التدريبية. إرسال عدد كبير جدا من الرسائل الالكترونية الى خريجينا تعلن عن فرص عمل للمهندسين. إقامة شبكة تواصل الكترونية فعالة مكنتنا من البقاء على اتصال دائم مع جميع خريجينا”.
عطية
ثم تحدث عطية عن التطورات الذي بدأ في قطاع الاتصالات في الأشهر الأخيرة وتأثيره على المهندسين وخصوصا أن الانترنت كان بطيئا، أما ما حصل فهو سيسمح للشركات والأفراد بالعمل بسرعة كبيرة جدا، بالاضافة الى أن عددا كبيرا من المنازل سوف تستفيد منه وبسعر رخيص مقارنة مع دول الشرق الأوسط ويوازي السعر في الولايات المتحدة الاميركية.
أضاف:”ان هذا التطور بدأ في بيروت في الأول من آب، وسيستفيد منه المواطن عن طريق الاشتراك، على أن تمتد السنترالات الى كل لبنان والى كل مبنى والى كل بيت في المدى المنظور بعد ربط المركز بالسنترالات. لقد عملنا الى تحسين الانترنت على الهواتف الجوالة، هذا كله يفتح سقف العمل للمهندسين للعمل في هذا المجال. هذه خططنا في المدى المنظور والمطلوب ربط لبنان بالعالم الخارجي بالشكل المطلوب والمتطور أكثر من ذي قبل.
تابت
ثم تحدث النقيب تابت فقال: “يأتي هذا المعرض في مرحلة مفصلية من الحياة السياسية والتنموية في لبنان والمنطقة، مع تنامي الحديث عن تطورات قد تحصل في سوريا، وبالتالي الشروع بإعادة إعمار ما دمرته الحرب منذ سبع سنوات، والتي فاقت خسائرها الاقتصادية 200 مليار دولار اميركي حسب إجماع التقارير الصادرة عن المؤسسات الدولية”.
أضاف: “ان اتحاد المهندسين اللبنانيين إذ يضع كل إمكانياته وطاقاته في سبيل تهيئة الأجواء والتدريب اللازم لكل المهندسين الراغبين في المشاركة بدوراته التدريبية الهندسية في مجالاتها المتعددة والمفتوحة، يرى لزاما عليه في بيروت وطرابلس أن يلقن الجيل الهندسي الصاعد بكل الخبرات ليكونوا أهلا للعمل، وللحفاظ على الريادة اللبنانية في الابداع والتقدم”.
ودعا تابت الطلاب والمهندسين الى المشاركة الفعالة في كل الندوات والمنتديات والمؤتمرات التي تنظمها النقابة لما فيها من خيرات عالية وتبادل المعرفة والافكار، والاطلاع على آخر الابتكارات الهندسية الحديثة في كل المجالات المعمارية والمدنية والميكانيك والكهرباء والزراعة والصناعة وغيرها، اذا ان الندوات هي على مدار السنة، وننظم الاسبوع المقبل مؤتمرا علميا كبيرا حول موضوع التنقل وتنظيم النقل العام في لبنان، في حضور أخصائيين عالميين سيشاركوننا خبراتهم في هذا المجال”.
الرياشي
ثم تحدث الوزير الرياشي فقال: “انا مسرور جدا لوجودي معكم كأحد خريجي الجامعة اللبنانية وبين زملاء في اختصاصات مختلفة، ولو أني طرقت باب الهندسة عن طريق بناء جسور وتواصل انساني وسياسي في اكبر مكونين مسيحيين لكن الله يضع امامنا جدرانا، فإما ان نبني بها جدرانا ونقفل فيها على انفسنا او نبني فيها جسورا، نحن مسرورون ان هذه المجموعة المهمة والراقية الموجودين خصوصا من ابناء الجامعة اللبنانية والتي تمد جسورا بين الماضي والحاضر بين العتيق والجديد والاهم بين المعتق والمتخرج، لان العتيق بيننا هو معتق مثل الخمر قد انجز ما انجز من انجازات وحقق ما حقق من اعمال تستحق التقدير وترفع رأس لبنان ورأس المهندسين فيه. فخور جدا أنني بين هؤلاء الشباب المهندسين وفي صرح ورحم الجامعة اللبنانية التي خرجت الاجيال والابطال، وقد مر عليها اساتذة ممن يستحقون التقدير ورفع القبعة كل يوم وهم اليوم يعانون ما يعانون من مأساة لا حق لنا فيها، بل هناك حق لهم بأن يأخذوا حقوقهم وتكون لهم ما لهم عوض ان تسلخ منهم صناديقهم وحقوقهم، فيشاركون في الضريبة من دون ان يشاركوا في السلسلة. من يشارك في الضريبة عليه أن يشارك في السلسلة، هذه المأساة التي يعاني منها من صنع منا يوما عبيدا للكلمة لانهم علمونا حرفا في يوم من الايام”.
أضاف: “أهم ما تعلمته في الجامعة اللبنانية انني كنت جزءا من عائلة ولست جزءا من مؤسسة، المدرسة الكبيرة في الجامعة اللبنانية هي مدرسة الاخلاق والتواضع، مدرسة ان نعرف قيمة الفقير والفني، لا نسعى الى الغنى من اجل الغنى بل الى النشاط والعمل والنجاح بشغف الاستقامة. لم اسمع يوما عن فاسد من خريجي الجامعة اللبنانية لكني سمعت عن ابطال وشهداء في كل المجالات من خريجي هذه الجامعة، لقد عمد الصينيون منذ الاف السنين الى بناء السور العظيم، لكن هذا السور اسقط الصين مرتين، لان الصينيين اتكلوا على بناء الحجر واهملوا البشر، فكان الغزاة يكتوفون بأن يرشوا الحارس ليفتح الباب ويصلوا الى الصين”.
وختم: “نحن اليوم امام مجموعة من الشباب تتواصل وتبني وتتقدم ولا يستطيع احد ان يرشيها او يشتريها، انتم فخر للبنان وللهندسة وللجامعة اللبنانية ولنا جميعا، نرفع لكم القبعات، والف تحية لكم وشكرا”.
وختاما، كانت جولة للوزير الرياشي والنقيب تابت والحضور على كل اقسام المعرض.