خضر ماجد
عاطف البعلبكي
من اطلالته على المقرين الاحب الى قلبه “وزارة الدفاع – قيادة الجيش” و”القصر الجمهوري” في بعبدا حيث دارته في الفياضية كان اللقاء مع رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان الذي كان غني بالمحطات والملفات الشائكة التي القت بتداعياتها على الوضع اللبناني منذ أحداث جرود الضنية مرورا بمعركة نهر البارد ومعركة جرود عرسال وصولا الى الوضع الحالي وسلسلة الرتب والرواتب وكلمة رئيس الجمهورية في الأمم المتحدة وقانون الإنتخابات .
من تهنئة الجيش اللبناني بالإنتصار الكبير على الإرهاب في جرود عرسال يبدأ الرئيس سليمان حواره وهو يعتبر أن نتائج هذا الإنتصار جيدة جدا لتمتين الوحدة الداخلية وإبعاد شبح الفتنة ولكنه يخشى كشخص مسؤول من تهشيم هذا الإنتصار بفعل المناكفات السياسية وبالرغم من ذلك يتابع الرئيس سليمان ” يبقى لبنان صلبا على عكس الدول المجاورة التي أصابها التقسيم أو يكاد “.
ويضيف بالقول ” منذ عام 2005 كثر الكلام عن عودة الحرب الأهلية وإنقسام الجيش لكن موقفي حينها كان ان لا انقسام للجيش ولا حوادث طائفية وحتى الآن وبالرغم من وجود حوالي مليوني نازح ولاجىء سوري وفلسطيني وجميعهم من لون طائفي واحد. فالعلة في لبنان هي في السياسة والسياسيين والشعب اللبناني متمسك بالعقد الإجتماعي ومشاركة كل طوائفه في السلطة دون العد لكل طائفة وحجمها وعددها” .
ويرجع الرئيس سليمان سبب مناعة لبنان الداخلية الى وحدة الجيش اللبناني والقوى الأمنية وقوة ومتانة النظام المصرفي وإنتشاره في أرجاء المعمورة ليرفد لبنان بالخير . كما يرجع كذلك الى ” إيماننا بإتفاق الطائف والعقد الإجتماعي الذي تكرس بعدم تخلي كل القيادات الإسلامية عن المناصفة في الدولة ، أما اي تراجع في الحالة العامة فيعود حتما الى الطبقة السياسية والتحشيد الطائفي البغيض ” .
وعن ما يحكى عن أن كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من على منبر الأمم المتحدة كانت كلمة الرئيس القوي يجيب الرئيس سليمان ” الكلمة كانت عظيمة وعادية ومكررة وانا أقول بها ولكن كان ينقصها الكلام عن الإستراتيجية الدفاعية أما باقي الكلام فكل رؤساء لبنان تكلموا عن رفض التوطين ومواجهة العدو الإسرائيلي ” .
وعن رأيه في أداء رئيس الجمهورية منذ توليه المنصب يقول سليمان بأنه في السياسة ليس مع الرئيس عون ولكن خبرته العسكرية والسياسية تؤكد أنه يتوقع منه الكثير ويجب أن ننتظر قليلا ونعطيه الفرصة لأن الوضع ليس سهلا في وسط عالم ملتهب بالحروب والمصاعب ، ليضيف غامزا من قناة التيار الوطني الحر ” الرئيس عون يتصرف كرئيس للجمهورية ولكن التيار يغرقه ، وأنا اتوقع منه المضي في الإستراتيجية الدفاعية وإذا لم يفعلها لن يكون رئيسا قويا ” .
وعن قانون الإنتخاب يضيف ” أنا من سار بالقانون النسبي في الإنتخابات ولكن البعض ذهب الى بكركي وأعلن تمسكه بالقانون الأورثوذكسي ، ومع ذلك فقانون النسبية الذي أقر جاء مشوها وذلك في كيفية إحتساب الأصوات ، والصوت التفضيلي الواحد وهذا ما أسميه “العهر الحسابي” الذي يفترض جدولا جديدا للضرب ، هذا بالإضافة الى استبعاد الناخب الشاب بإسقاط من هم بسن الثامنة عشرة من حق التصويت وكذلك الكوتا النسائية .
وحول الكلام عن ضمان حقوق المسيحيين يقول أن القانون لا يحمي حق المسيحيين في الإنتخاب ، ويتابع ” ما يحفظ حق المسيحيين هو العقد الإجتماعي الذي ينص على الشراكة والتساوي دون احتساب العدد .
وكعسكري محترف يأخذ الرئيس سليمان على قانون الإنتخاب عدم حفظ حق العسكريين في الإنتخاب . أما بشان ما تم طرحه مؤخرا عن المجلس الوطني للإنتشار الذي يطالب به وزير الخارجية جبران باسيل فيقول بأنه هو من طرحه ، وكذلك اللامركزية الإدارية .
وحول ما يعاد تداوله عن وجود القاعدة سابقا في عرسال في فترة رئاسته واللغط الحاصل حولها حاليا فقد ذكر بأنه جمع المجلس الأعلى للدفاع للنظر في الأمر عندما قال وزير الدفاع حينها هذه المعلومة ولكن القادة الأمنيين أكدوا عدم وجود القاعدة في عرسال وكان اللواء عباس ابراهيم في طليعتهم .
وعن الحالة التي شكلها الشيح أحمد الأسير اعتبر الرئيس سليمان أن الحالة بدات بدون سلاح وعندما أصبحت حالة أمنية شاذة وقتل فيها من العسكريين طلب من قائد الجيش العماد قهوجي وضع حد لهذه الحالة وهذا ما جرى .
وعن العلاقة مع سوريا يقول سليمان ” أنا لست ضد العلاقة بين لبنان وسوريا لا سيما بين الناس والمؤسسات وأنا لم اتكلم بسوء عن الرئيس الأسد في يوم من الأيام”.
وعندما يسأل هل ما زلت تنتظر اتصالا من الرئيس الأسد لتوضيح قضية ميشال سماحة يجيب بأن من انزعج حينها من إجابته ليس الرئيس الأسد بل هم حلفاؤه في لبنان وهو “ما قلته للوزير المعلم عندما التقيته في ايران ، قلت انني انتظر اتصالا من صديق ليوضح لي أن ما قام به ميشال سماحة من فعله وليس لسوريا علاقة به “.
ولدى سؤاله هل تنتظر الإجابة حاليا أجاب بالنفي .
وفي العلاقات الرسمية بين لبنان وسوريا يقول الرئيس سليمان أن لقاء وزير الخارجية جبران باسيل مع الوزير المعلم يخرج عن القاعدة ، فهو يمثل الحكومة ورئيسها بالإضافة الى رئيس الجمهورية الذي عليه أن يتشاور مع رئيس الحكومة في الأمور الهامة ويستدرك سليمان بالقول ” إلا إذا كان اللقاء بصفته رئيسا للتيار الوطني الحر “.
وحول التحقيق في أحداث جرود عرسال يقول سليمان ” أنا أول من طالب بتحقيق واضح حتى قبل العثور على جثث الشهداء العسكريين بل أنا مع التحقيق في أحداث جرود الضنية والنهر البارد وهرب شاكر العبسي بعد الإشاعات وتوجيه أصابع الإتهام بتهريب شاكر العبسي وأثني على كفاءة الضباط المشاركين حينها في المعركة ومنهم العميد شامل روكز والعميد الشهيد فرانسوا الحاج ، ولو هزمنا في نهر البارد ما ترددت في اطلاق النار على رأسي “.
وعن التأخير في محاكمة المتهمين في أحداث نهر البارد يرجع الرئيس سليمان الأمر الى بطء القضاء نافيا أن تكون أية ضغوط سياسية مورست لمنع المحاكمات . مضيفا أن الرئيس الأسد أبلغه أن شاكر العبسي قتل على أحد الحواجز في الداخل السوري .
وعن العلاقة مع حزب الله اعتبر ان لا وجود لهذه العلاقة منتقدا كلام النائب نواف الموسوي الذي اطلق حملة منظمة ضده وطلب فيها التحقيق معه ، واعتبر أنها تمثل موقف حزب الله منه .
وعن موضوع اللبنانيين المفقودين في سوريا يقول الرئيس سليمان أن السلطات السورية أبلغته ان لا وجود لموقوفين في السجون السورية .
أما على صعيد أمن المخيمات فيعتبر أنها لن تكون مصدر قلق أمني مثنيا على دور الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يقف دائما الى جانب الجيش اللبناني .
وعن موضوع الساعة والحديث عن سلسلة الرتب والرواتب وإبطال المجلس الدستوري لقانون تمويل السلسلة يقول الرئيس سليمان بأن المسؤولية مشتركة ويجب ان تعالج بصورة منطقية وإيجابية فبعض الضرائب التي وردت اقرب الى الخيال ولا تجبى كاملة والمطلوب بالمقابل تخفيف الهدر وتقليل النفقات على الخزينة واعتماد القروض الميسرة من الصناديق العربية والشراكة مع القطاع الخاص .
ويختم الرئيس سليمان بالتأكيد على متانة وضع الليرة اللبنانية مضيفا ” ولكن نصبح في خطر في حال عدم تأمين الإيرادات “.