خضر ماجد
“الثورة” من اجل الاعلام اللبناني ليبقى مصدر اشعاع وركيزة للرأي الحر في لبنان والعالم هو شغل وزير الاعلام ملحم الرياشي الشاغل فورشات العمل وخلية العمل المتابع لكل الملفات التي تحرك مختلف وحدات وزارة الاعلام لتحلق بالوزارة التي يعمل على تحويلها الى وزارة حوار وتواصل ومعها كل الاعلام اللبناني الرسمي والخاص وبكل وسائطه وحل مشاكله المالية المتعثرة في ظل انحسار الداخل، وارتفاع كلفة العمل، والسيطرة الكبيرة للاعلام الالكتروني على عقول النّاس، وعمّا انجزه حتى الآن من مشاريع قوانين ومساعدة هذا الإعلام للصمود وللوقوف على رجليه، وها هو يضاف من جهوده ومساعيه مع كل المسؤولين من رئيس الجمهورية ميشال عون إلى رئيس الحكومة سعد الحريري إلى باقي المسؤولين في الدولة وفي العمل السياسي لتحصين الإعلام اللبناني وتمكينه من الصمود في وجه العاصفة العارضة ليستمر في لعب دور التوعية الوطنية بكل مفاتيحها وصولاً إلى تكوين المواطن الصالح والمسؤولين الصالحين.
يقول الوزير رياشي ان المشاريع التي وضعها لإنقاذ الإعلام ومازال متمسكاً بها، سيجتمع في الأسبوع المقبل مع رئيس الحكومة سعد الحريري لحسمها واحالتها في أسرع وقت إلى مجلس النواب وفي مقدمة هذه المشاريع مشروع قانون نقابة المحررين ومشروع قانون الغاء 75٪ من الرسوم المتوجبة للدولة على المحطات التلفزيونية والبالغة 12 مليار ليرة لبنانية للتخفيف عن كاهلها.
وأوضح الوزير رياشي ان قانون نقابة المحررين الذي يأمل ان يحال قريباً جداً إلى لجنة الإعلام والاتصالات في مجلس النواب والذي يضم جميع الإعلاميين في المرئي والمسموع والمكتوب، سيوفّر للنقابة مدخولاً جيداً من خلال طابع أميري بقيمة 3 آلاف ليرة لإنشاء صندوق تقاعد وصندوق تعاضد إضافة إلى تخفيضات على رسوم الهاتف ورسوم الأملاك المبنية وغيرها.
اما بالنسبة إلى مساعدة الصحافة الورقية أكّد وزير الإعلام على المضي في مشروعه المقترح لدعم كل نسخة مباعة بـ500 ليرة لبنانية والاعفاء من رسوم الضمان، وتخفيض رسوم الهاتف كما أكّد على متابعته لقانون الإعلام الذي شارف على خواتيمه في لجنة الإعلام النيابية ولم يبقَ من دون إقرار سوى الشق المتعلق بالاعلام الالكتروني.
وكشف الوزير رياشي ان هيكلية تحويل وزارة الإعلام إلى وزارة حوار وتواصل قد أصبحت عند مجلس الخدمة المدنية ويأمل ان ينتهي من درسه وتحويله إلى مراسيم تنفيذية في مجلس الوزراء خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
اما عن تعيين مجلس إدارة تلفزيون لبنان الذي لا يزال عالقاً بسبب الاختلاف حول آلية التعيين بين التيار الوطني الحر وحزب القوات فقد كشف الوزير رياشي بأن رئيس الجمهورية ميشال عون وعد بحل هذا الأمر والافراج عن المجلس فور عودته من نيويورك مؤكداً بأنه ما زال ملتزماً بنتائج الامتحانات التي أجراها مجلس الخدمة المدنية والتي أفرزت عن فوز ثلاثة مرشحين، اثنين من الطائفة الكاثوليكية والثالث ماروني وقال «انا ما زلت على موقفي باعتماد هذه الآلية ولو كان الناجحون من الطائفة الإسلامية لما بدلت، غير ان تجربتي في الوزارة تقول ان هذا النظام غير صالح للانجاب بالشكل الذي يعمل به حالياً، مشيراً إلى انه فور الانتهاء من تعيين مجلس إدارة جديدة لتلفزيون لبنان سينشأ في التلفزيون برنامج متخصص للأطفال ودائرة الاغتراب وثالثة للثقافة والتوثيق الأمر الذي تفتقد إليه كل المحطات العاملة في لبنان والتي بمعظمها تفضل البرامج الرخيصة على البرامج الثقافية والاجتماعية.
اما في الشق السياسي فقد اسهب الوزير رياشي في الحديث عن الخلافات التي تحصل أحياناً بين القوات والتيار الوطني الحر والتي من وجهة نظره لن تصبح اختلافات فيعترف بوجود مثل هذه الخلافات بين الاثنين لكنه اعتبر ان الخلاف ينشأ عند الدخول في التفاصيل وليس حول الاستراتيجيات ليتوافق في ذلك مع ما أعلنه رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، وليؤكد على وجود مقاربتين مختلفتين على الحكم بين القوات والتيار وفي طريقة ادارته من دون ان يتعدى ذلك إلى المصلحة المسيحية التي اتفق الاثنان على حمايتها واصحبنا كمسيحيين شركاء حقيقيين في الحكم مع اخواننا المسلمين ونعبر عن الموقف الحقيقي للمسيحيين الأمر الذي أدى إلى استعادة الصلاحيات من دون نص مثلاً بوجود 15 وزيراً مسيحياً مقابل 6 و 6 و3 وزراء مسلمين، مؤكداً في نهاية الأمر ان الخلاف مع التيار لن يتحوّل إلى اختلاف أو بعد غياب طويل عن السلطة هناك عودة حقيقية وفعلية إلى المشاركة والحضور من دون اقصاء الآخرين ذلك لأن التوازن بين المسلمين والمسيحيين حصل وأدى إلى حل المشكلة التي كانت تحكم البلد في السابق.
اما عن التحالفات الانتخابية مع التيار يعتبر الوزير رياشي ان التحالفات خاضعة لتلاقي مصلحة الفريقين في الدوائر الانتخابية كما يعتبر ان القوات جاهزة لخوض أية انتخابات في أي وقت يتم الاتفاق عليه.
ورداً على سؤال أكّد وزير الإعلام انه ما زال يؤمن بالحوار ولكن ليس على حساب قناعاته التي يؤمن بها، موضحاً لقد أصبحت أؤمن أكثر من ذي قبل بالتواصل والحوار ولن أتغير ولن اختلف مع أحد في إشارة إلى السجال داخل جلسة مجلس الوزراء الذي دار بينه وبين الوزير طارق الخطيب، ومشيراً إلى ان هناك في البلاد آراء متعددة وتعجبني ولا تقنعني، ولافتاً إلى الكارثة البيئية التي ضربت لبنان الأخضر في الجبال التي دمرتها الكسارات، ومؤكداً في الوقت ذاته حرصه على انتاجية الحكومة وإلى ان الرئيس الحريري لديه رغبة حقيقية في إبقاء الحكومة منتجة رغم وجود عوائق كثيرة.
يذكر ان الوزير الرياشي استقبل وفدا من رابطة خريجي الاعلام برئاسة ملحم الرياشي وبحضور مدير الدراسات والمنشورات اللبنانية خضر ماجد.