قال رئيس مجلس النواب نبيه بري ” ان شبابنا يهاجرون لانهم لا يجدون فرص عمل في لبنان امام الحيتان والفساد القائم وما هو حاصل”، مشدداً على اهمية التوجيه العلمي فصناعة الانسان في لبنان هي الصناعة الوحيدة حتى الان.
جاء ذلك خلال استقباله اكثر من 75 من التلامذة المتفوقين على مستوى لبنان والمحافظات من مؤسسات امل التربوية بحضور رئيسها الدكتور رضا سعادة والهيئة الادارية ومسؤولين في حركة ” امل” ومديرين ومعلمين في مختلف مدارس المؤسسات.
بداية تكلم الدكتور سعادة عن الانجازات التي تحققت في مدارس المؤسسات على المستوى العلمي وفي مختلف النشاطات الثقافية والعلمية والرياضية. وقال ان درجات النجاح لدى التلامذة مرتفعة فهناك على سبيل المثال 450(درجات) من اصل 500 نجحوا في الشهادة المتوسطة،و 185 (درجات) من اصل 285 فازوا في الشهادة الثانوية.
كلمة الرئيس بري
وفي مستهل كلمته قال الرئيس بري :هذا لقاء عائلي تحت عنوان ” العلم خير من المال”، وقد قال الامام علي عليه السلام ” العلم يحميك بينما انت تحمي المال “، وهذه اهمية العلم.نحن امام هذا الجيل ،امام جيل المستقبل ،أمام قادة المستقبل ،ليس امام الماضي الذي اصبحنا نمثله نحن، ولا يستطيع الانسان ان يفتخر بالماضي كثيراً على مستوى لبنان.امامي في لائحة المتفوقين 2016و 2017 اجد ان المتفوقين في مؤسسات امل التربوية فازوا بمراتب اولى على مستوى لبنان والمحافظات سواء كان في الامتحانات الرسمية او مسابقة الحساب الذهني ،ومسابقات علمية وادبية واعمال مسرحية باللغة الاجنبية سواء بالفرنسية او الانكليزية، وبطولات الاندية والقرآن الكريم. ولفتني اكثر انه في مسابقة الحساب الذهني الوطنية السابعة فوز احمد شادي جعفر من مدرسة الشيخ محمد يعقوب ،حسن رحاب جابر ( التحرير) حسين عبد الله سعد (سعد)،حسين علي رقة (التحرير)، علي حسين جعفر (الكرامة)، محمد الفايز نجدي (قصير)، مرتضى عليان (فحص) بالمرتبة الاولى ودخلوا موسوعة “غينيس”،وهذا تميز خاص.
اضاف : قديماً قال الشاعر العربي ” ان البلاد اذا اشرأبّت للعلا عقدت خناصرها على الشبان” وللاسف لبنان لم يدع هذا الشيء.منذ عشرات السنين اقف على المنبر التعليمي واؤكد انه يجب ان يكون هناك توجيهاً علمياً في لبنان، وان يكون هناك مجلساً اعلى لهذا الهدف.حتى العلم مع الاسف الشديد خاضع للعرض والطلب.هناك عشرات الالاف من دون مبالغة يتخرجون مهندسين ومن علوم الاداب والمحاماة والطب.كيف سيجدون فرص عمل في لبنان والعالم العربي؟هذه فقط طريقة بان يحمل الشخص شهادة “صنع في لبنان”ويبقى عاطلاً عن العمل حتى يغترب ويهاجر.شبابنا يهاجرون لانهم لا يجدون فرص عمل في لبنان امام الحيتان والفساد القائم وما هو حاصل.لذلك اريد ان اقول انه اعتمادنا بعد الله عز وجل على هذا الجيل المتفوق العلمي.صناعة الانسان في لبنان هي صناعة الوحيدة حتى الان لانه الحمدلله رب العالمين، الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه لم ندخل حتى الان صناعة النفط. لبنان الجامعات، لبنان ال45 جامعة، هذا اللبناني المتفوق، اللبناني اينما ذهب بمجّرد من ان يتحرر من الطائفية يلمع وينبغ.
هذه الصناعة الانسانية التي يتميز بها لبنان .”الفايس بوك ” و”التوتير “، والانترنت، هذه تصلح لتكون وسائل حركة ولكن لا تصنع فكراً، هذه وسائل تحريك وحركة ولكن لا يمكنها على الاطلاق ان تصنع فكراً.العلم الذي تتفوقون به هو صناعة الفكر والابداع.في الجامعات الكبرى في العالم نجد ان المختبرات هي اهم ميّزة في كل جامعة. لا ابالغ اذا قلت انه اذا كانت ميزانية الجامعة مليار دولار فان حوالي اربعمئة مليون دولار تخصص للاختراعات .
وقال الرئيس بري : العلم تماماً كالمطر، المطر ينزل على التربة الخصبة فتنبت شقائق النعمان والريحان، وينزل على الصحراء فتنبت شوكاً.انتم التربة الخصبة ، انتم المتفوقون التربة الخصبة التي ينبت منها الزهر.لكي نستطيع ان نحقق احلامنا علينا اولاً ان نستيقظ، اليقظة هي منكم ،من هؤلاء الاطفال والاخوات والاخوة، هذا ليس مديحاً انها حقائق اؤمن بها. وعلينا قبل ان نتخصص في دراسة معينة ان نعرف ما يحتاجه البلد وهناك امثلة عديدة ، فهناك حوالي 55 الف مهندس مسجلين في نقابة المهندسين في بيروت، بالاضافة الى 22 الفاً في نقابة طرابلس والشمال. وهنا اسأل هل نحن بحاجة الى مهندسين ؟ نعم، ولكن اي اختصاص ؟اعطوني ستة او سبعة او عشرة الاف مهندس متخصصين بالنفط، كلهم يمكن استيعابهم ونحن بحاجة لهذا الاختصاص لاننا قادمون على استخراج النفط.وبالنسبة لعلوم الاداب هناك تنظيم المكتبات، وبالنسبة للطب لا يوجد اقبال على الطب البيطري على سبيل المثال رغم الحاجة لمثل هذا الاختصاص.
وختم الرئيس بري: اشكر ادارة مؤسسات امل التربوية المعلمات والمعلمين وكل الاخوة الذين ساعدوا ودعموا وقدموا هذا الجهد التعليمي .واشكر كل العاملين في مدارس المؤسسات، لانهم يتعاونون جميعاً في سبيل هذا الجيل لكي نستطيع ان نقف ليس على هذا المنبر في عين التينة بل في التاريخ والدنيا ونقول نحن هنا في لبنان ، عندئذ يكون في لبنان صناعة انسان حقيقي.
اسئلة:
وسأل أحد الاطفال المتفوقين الرئيس بري : كيف وصلت الى هذا الموقع؟
فاجاب: الحمد لله ليس بالوراثة.كنت تلميذا مثلك ودرست وكنت انجح بتفوق وانال المرتبة الاولى واحياناً الثانية او الثالثة الى ان سرت في خط ضد الاقطاع السياسي وضد الجهل وفي سبيل المناطق المحرومة. واطل الامام موسى الصدر فآمنّا به بعد الله عز وجل وانطلقنا بهذا الخطّ الى جانب الامام وكان من رفقائه وزملائه وزملائنا ايضاً الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين اللذين خطفا مع الامام في ليبيا.
وحول ما يمكن ان يقدمه للطلاب المتفوقين قال الرئيس بري : هناك دعمان: الدعم الاول هو للمدارس، والدعم الثاني لكل طالب متفوق ومحروم بمعنى انه فقير لا يستطيع ان يتحمل اعباء العلم .انا اتعهّد امام الجميع، وهذا نقوم به فعلياً، كل طالب متفوق وفقير سنقوم بتعليمه الى اقصى الدرجات وفي افضل الجامعات في لبنان وخارجه، وهذا الامر نمارسه الان.اول جمعية تأسست في هذا المجال كان بسبب الطالب المتفوق رمال رمّال رحمه الله، وكنت انا من مؤسسي هذه الجمعية هذه الجمعية الاسلامية للتخصص والتوجيه العلمي التي تعطي منحاً سنوية، وكان اول من شجعها وخطب بها الامام موسى الصدر في بحمدون.
اما بالنسبة للمؤسسات فان الامر الاول هو الاصرار الشديد والحمد الله انه على رأس شخصي خبير وعتيق ومتمّرس هو الدكتور رضا سعاده، واقول له دائماً يهمنا ان لا يكون اية وساطة على الاطلاق في الامتحانات او غير ذلك . واشدد ايضاً على اللغة الاجنبية لانه ” من عرف لغة قوم أمن شرّهم”، بمعنى آخر ان يكون مستوى مؤسسات امل التربوية مستوى عال جداً.
ثم اخذ الطلاب المتفوقون من مدارس المؤسسات صوراً تذكارية مع الرئيس بري .
وكان الرئيس بري استقبل ظهراً الامين العام لوزارة الخارجية هاني الشميطلي.
واستقبل بعد الظهر مطران صور للموارنة شكر الله نبيل الحاج ووفداً من عين أبل برئاسة رئبس البلدية عماد اللّوس والاب حنا سليمان والاب عبدوابوكسم.وجرى عرض عدد من الامور التنموية للبلدة ومشروع مزار العذراء أم النور الذي تبنيه الرعية والبلدية .
من جهة اخرى تلقى الرئيس بري رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يدعوه فيها للمشاركة في المنتدى العالمي الشبابي الذي يعقد بين 4 و 9 تشرين الثاني المقبل في مصر .