خضر ماجد
لا يختلف اثنان من ان لرئيس التيار الوطني الحر ووزير الخارجية اللبنانية و”المهاجم عن العهد” كما يحب ان يصف نفسه بدلا عن صفة “رجل العهد” التي لا يحبذها ان له باع طويل في كل شأل خارجي وداخلي وكل تفصيل في الحياة السياسية اللبنانية، يدرس ملفاته جيدا وينظر الي مردوداتها ليس الآنية فقط بل لعقود الى الامام، يسخر بلباقة من خصومه السياسيين، ويمسك بمفاصل تياره العريض ويخوض معاركه بشراسة، فاللقاء مع الوزير جبران باسيل دسم بمعلوماته ومواقفه ونظرته المستقبلية للامور، لا يتردد بكشف اوراقه وخططه فكل شيء لديه على المكشوف.
يشير وزير الخارجية جبران باسيل تعليقا على معركة “فجر الجرود” ونتائجها، الى انه في هذا البلد هناك جو او فريق لا يريد اظهار اي امر جيد قد يحصل في هذا العهد، مع العلم ان البلد لم يشهد انجازات بالسرعة التي حصلت في هذا العهد سابقا، مؤكدا في السياق ردا على المخاوفا لسابقة ان الارض تحررت وعرسال لم تهدم ولم يحدث فتنة سنية – شيعية. ويشدد رئيس التيار الوطني الحر على ان الإرهاب والنازحين حضروا الى لبنان بقرار سياسي، لكن الظروف حاليا تخطت الموضوع وتم اقتلاع الارهاب من ارضنا، رغم ان هناك من اراد “تنغيص” فرحة النصر بإتهام الجيش والسلطة السياسية بالتقصير مع العلم ان المواقف كانت متباينة في السابق ولا يمكن اظهار الحكومة حينذاك كفريق واحد لان الاراء كانت متباينة، وهناك من دعا لتحرير الارض منذ احتلالها وهذا ما دعينا اليه منذ اللحظة الاولى، وهناك مسؤولية سياسية وعسكرية في احداث عرسال عام 2014 سيظهرها التحقيق الذي سنتابعه للنهاية. مؤكدا ان هناك مسؤولية سياسية وواضحة واصحابها لا يختبئون خلفها، وهم عملوا على تبرير الاحداث والمدافعة عن مواقفهم، ونحن لا نعفيهم من المسؤولية. ويؤكد باسيل ان المحاكمة السياسية يفرضها الشعب كما سيترجمها في الانتخابات النيابية المقبلة، اما المحاكمة العسكرية فهذا امر مختلف ويجب ان يتم تقييم كل المرحلة السابقة، وهذا امر طبيعي في كل جيوش العالم، مع العلم ان هذا التقييم لم يحصل في السابق، ويجب ان يحصل حاليا ليبنى على الشيء مقتضاه، مع التأكيد والحرص انه لا يوجد استهداف شخصي او سياسي لاحد لا في السابق حين طالبنا بالتحقيق عام 2014 واتهمنا اننا نبيع مواقف من اجل الانتخابات الرئاسية ولا اليوم، ولكننا نبحث مع الشعب اللبناني عن حقيقة ولو لمرة واحدة نصل فيها الى نتيجة، لانه لم يحصل محاكمة من قبل. وردا على سؤال حول تحييد حزب الله عن النصر الذي حصل، يرى باسيل ان هناك بعض اللبنانيين “ناكرين للجميل” لان حزب الله ضحى وقاتل وهذا الشيء لم يقم به اي فريق لبنان آخر، ونحن كفريق سياسي نريد الجيش ولكن لا يمكن انكار الانجاز، مع العلم ان حزب الله ايضا اوليته كما اوليتنا الجيش، لانه حين دخل الجيش على خط الاحداث ترك حزب الله الساحة للجيش. وحول الاتهامات بتضييع القرار اللبناني في معركة الجرود، يجزم باسيل بأنه تم استرداد القرار اللبنانية في معركة الجرود في مرحلتها الثانية، وحين قاتل حزب الها تم السؤال عن الجيش، وحين قاتل الجيش واستعاد القرار السياسي والعسكري بدأت الاتهامات بالرمي جزافا، مع العلم ان عناصر داعش هربت تحت القصف المدفعي وتقدم الجيش اللبناني الى سوريا، ولكن الانسحاب لم يكن بالمجان بل مقابل المعلومات التي كنا نسعى لها حول العسكريين المخطوفين، مؤكدا ان التخلي عن السيادة حصل في عام 2014 واليوم نحن استرديناها. وبالنسبة الى التباين بالمواقف مع رئيس الحكومة سعد الحريري في موضوع احداث الجرود، يوضح وزير الخارجية انه والحريري من مدرستين مختلفتين، ولكننا سنحتفل بالنصر سويا يوم الخميس. وعن الزيارات الخارجية والدعوات التي تصل الى رئيس الحكومة بدلا من رئيس الجمهورية، يشير باسيل الى ثلاث نقاط، اولها ان رئيس الجمهورية ميشال عون راض عن الموضوع، والنقطة الثانية ان الرئيس عون متفق مع الحريري ومحدد اولوياته، اما الثالثة فهي اننا نعطي الاولية للامور الداخلية على الامور الخارجية، ودليل على ذلك انني لست مع الحريري ف موسكو رغم اهمية الزيارة لانني اعتبر اهمية ما اقوم به هنا يوازي اهمية الزيارة. ويضع باسيل نفسه في خانة المدافع الاول عن العهد كما انه المهاجم الاول في صفوف العهد. ويؤكد باسيل على ان وزارة الخارجية تمر في فترة ذهبية سيادية، والدليل انه في كل القرارات التي يتم اتخاذها هناك فريق منزعج من الموضوع، لا سيما في موضوع سياسة المحاور والنزوح وغيرها من المواضيع. ويوضح ان التيار الوطني قدم للحكومة خطة مكتوبة وشاملة لحل ازمة النزوح السوري، داعيا الحكومة لمناقشتها واقرارها لاعادة النازحين الى بلدهم، ويشدد على ان عودة النازحين يمكن ان تحصل قبل وخلال وبعد حل الازمة في سوريا وذلك بالتنسيق مع النظام او من دون التنسيق، وبالتشاور مع الامم المتحدة ومن دون التشاور، وقد شهدنا في المرحلة الاخيرة عودة للنازحين الى مناطق النظام والمعارضة ومناطق مختلطة بين النظام والمعارضة، وهذه تجربة يمكن ان يتم البناء عليها لاعادة النازحين. ويطالب باسيل بعدم ربط موضوع النزوح السوري الى لبنان بالحل السياسي او القرار الخارجي او برحيل الرئيس السوري بشار الاسد. ويشير وزير الخارجية اللبناني الى ان المجتمع الدولي ومنذ عام 2011 الى اليوم ينتهج سياسية تشجيع النازحين على البقاء في لبنان، ونحن اليوم نريد الانتقال الى مرحلة تشجيع النازحين للعودة الى بلدهم، مؤكدا ان لا مكان لاي مؤتمر دولي لا يلحظ عودة النازحين لانه بحال عدم الاشارة الى العودة سيكون ذلك “ترف سياسي” لا اكثر، مع التأكيد ان المجتمع الدولي ملزم بمساعدتنا. وحول الانتخابات الفرعية في كسروان وطرابلس، يؤكد باسيل ان الدستور هو الحكم في ذلك، ولا قرار بحصول الانتخابات او عدم حصولها بل يجب ان تحصل الانتخابات، والموضوع ليس اكثر من عملية انتخابية بسيطة وروتينية، وعلى وزير الداخلية طرح موضوع الانتخابات الفرعية في الجلسة المقبلة للذهاب لاجرائها في اسرع وقت ممكن. والمشكلة ليست بالانتخابات الفرعية بل بالانتخابات النيابية العامة في ايار المقبل، ونحن حين قبلنا بالتمديد كان السبب الاساسي لذلك هو اصلاح قانون الانتخاب وهو سبب يستأهل التمديد، أما بحال ان الاصلاح لن يحصل فلنذهب لاجراء الانتخابات في اسرع وقت ممكن وحينها لم نعد بحاجة لكل هذا الوقت لاجراء الانتخابات، لان العهد سيخسر بسبب الاطالة بإجراء الانتخابات، وعن مرشح التيار في كسروان في حال اجراء الانتخابات الفرعية، اعتبر باسيل ان ان المقعد هو للتيار لاواما الاسم فهو تفصيل. خاصة مع الخطابات الشعبوية. وحول البطاقة الممغنطة والانتخاب في مكان السكن بدل القيد، يؤكد ان كل الشعب يستفيد من الموضوع واكثر من يستفيد منها هم سكان الاطراف، وهذا الموضوع يزيد من نسبة الاقتراع ويخفف الرشاوى الانتخابية، لافتا الى ان حركة امل وحزب الله والقوات اللبنانية يريدون التسجيل المسبق لمكان القيد وهو ما نرفضه، لان هذا الموضوع له جانب تقني وجانب سياسي خاصة وانه يحدد مكان انتخاب المقترع مما يمكن ان يؤدي الى التأثير على قراره الانتخابي، وما يهمنا بالموضوع هو حرية الناخب، وقد طرحنا تحديد عدد من المناطق الانتخابية الاختيارية لكل قضاء لتسهيل عمل وزارة الداخلية، مثلا يتم تحديد عدد من الاقلام في بيروت والضاحية وبعبدا لاهل الجنوب والبقاع. وعن الحديث عن تطيير الانتخابات النيابية، يؤكد ان تطيير الانتخابات يعني الدعوة الى ثورة في البلد، ونحن مع الشعب في ذلك، لان الوضع لا يحمل تأجيلا اكثر. وبالنسبة للعلاقة مع القوات، يؤكد ان لا زواج اكراه فيما بيننا ولا عودة الى المارونية السياسية في علاقتنا، ونحن محكومون بمصلحتنا وارادتنا بتفاهم طويل، وحين تدخل المصالح الصغيرة يهتز، غير ذلك التحالف ثابت وقائم. مؤكدا انه لا يمكن العودة للمارونية السياسية ومن يتهمنا بذلك نشير الى احتفال توزيع البطاقات حيث تم توزيع بطاقات لعناصر حزبية من كل طوائف ومناطق البلد، رغم الارجحية المسيحية على التيار الوطني الحر. ويوضح باسيل ان العمل على قانون الانتخاب ليس مرحليا بل من اجل عام 2053، ونحن سنعمل على تطوير هذا القانون في 2030، من اجل ان يلبي طموحات المسيحيين ويحفظ تمثيلهم السياسي، ونحن بفعل القانون الحالي نستطيع الابقاء على التأثير ذاته عام 2053، وانا اشتريت قانونا يفيد المسيحيين. وحول اشارة عن الى كلمته في بشري خلال افتتاح مركز التيار الوطني الحر الاحد ورفضه الاحادية، يجدد باسيل التأكيد ان لا احادية في البلد لاي فريق، وخير دليل على ذلك وجودنا في بشري، وهذا الموضوع ليس موجها ضد القوات اللبنانية، بل هو خطاب عام لنا ولكل الافرقاء في البلد، كما في بشري لا يوجد احادية كذلك في الجنوب والبقاع والشمال وغيرها من المناطق.