لفت رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط الى أن “جرود عرسال مدرجة أصلا ضمن خطة حزب الله وحساباته”، معتبرا أنه “إذا جرى إبعاد جبهة النصرو وتنظيم داعش عن منطقة الحدود اللبنانية وتم تأمين الامن لأهل عرسال وللنازحين فهذا أمر أساسي”، مشيرا الى أن “كل الوساطات لم تنفع في اجلائهم الى مناطق أخرى، ولا بد هنا من ان أحيي الشهيد أحمد الفليطي، وبالتالي اتخذ حزب الله القرار بالقتال، وأهم شيء الآن تحقيق الحماية لعرسال وللبنان ومخيمات النزوح”.
وأكد جنبلاط، أنه يخالف الآراء العنصرية التي تطالب بعودة النازحين بأي ثمن، معربا عن تأييده للموقف المهم لرئيس الجمهورية ميشال عون الذي دعا الى عدم بث الاحقاد بين الشعبين اللبناني والسوري، مشددا على أن “النازحين يعودون عندما تتوافر ظروف الحل السياسي وشروط سلامتهم”.
وعن تعليقه على قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بوقف برنامج المساعدات للمعارضة السورية، أشار جنبلاط الى أن ” الولايات المتحدة لم تدعم اساسا المعارضة بجدية، ويتابع: صحيح انها دعمتها عام 2013 ببعض السلاح لكن لم يدخل قط السلاح النوعي والاساسي المضاد للطائرات، ولاحقا حصلت الصفقة على سوريا بين الرئيسين ترامب وبوتين”، لافتا الانتباه الى أن “بعض الدول العربية التزمت سوريا، وأدخلت اليها العناصر التخريبية على حساب الشعب السوري”.
وحول رأيه في النزاع بين قطر والدول العربية المحاصرة لها، أكد جنبلاط انه يؤيد “وساطة امير الكويت العاقل والحكيم”، مشيرا الى أن “مجلس التعاون الخليجي هو آخر ما تبقى من التضامن العربي، وإذا سقط قد تلحق به منظمة أوبيك النفطية”.
وتعليقا على ما تتعرض له القدس وسط صمت رسمي عربي، لاحظ جنبلاط أنه “تحت شعار اعطاء الاولوية لمكافحة الارهاب، جرى التخلي عن القدس ونست الانظمة العربية فلسطين، لكن الشعب العربي لن ينساها”.
وعن زيارته الاخيرة الى موسكو، أكد أن “عمر صداقة الحزب التقدمي الاشتراكي مع روسيا او الاتحاد السوفياتي تعود الى عقود من الزمن، وعام 1967 زرتها للمرة الاولى برفقة والدي لمناسبة الثورة البولشفية”، مضيفا: “يجب الاقرار بان موسكو ساعدتني في السلاح والتدريب خلال فترة الحرب كما قدمت لنا المنح الدراسية. نعم، حصل بعض التوتر بيننا بفعل الازمة السورية، لكننا تجاوزناه، وعندما التقيت مؤخرا وزير الخارجية سيرغي لافروف قلت له انني أعترف بانني اسأت له بالشخصي، فأجابني: did you? (هل فعلت؟)، اي انه أخذ الامر بالمزاح”.
وعن عن حقيقة تمسكه ببقاء موقع السفير اللبناني لدى روسيا بحوزة الدروز، علق: “قيل لي ان الروس يريدون سفيرا من الروم الارثوذوكس، وقد تبين ان هذه المسألة غير صحيحة وهي من اختراع وزير الخارجية جبران باسيل وبعض الذين يمثلون الكنيسة اللبنانية الارثوذكسية في موسكو”، مشددا على أن “التعيينات الدبلوماسية تمت على اساس المحاصصة المعتادة، وقد لحق الظلم بكارولين زيادة وكارلا جزار لانهما يحملان لون 14 آذار، من دون ان يعني ذلك انني معترض على الاسماء النسائية في التعيينات، خصوصا سحر بعاصيري”.
وبالنسبة الى زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى واشنطن، رأى جنبلاط انها “ضرورية في هذا التوقيت، لاسيما انني سمعت بان الاميركيين قد يعيدون النظر بعد بضعة اشهر بالمساعدات العسكرية للجيش اللبناني، وهذه ستكون ضربة قوية للجيش، مشددا على وجوب استمرار المساعدات الاميركية للمؤسسة العسكرية”، وعن علاقته بالحريري قال: “كلو يُعالج”.
اما العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، فجزم جنبلاط بانها “كانت ولا تزال ممتازة، من دون ان تفسد سلسلة الرتب والرواتب في الود قضية”، وبالنسبة الى اسباب برودته حيال قانون الانتخاب الجديد، رأى جنبلاط أن “هذا القانون فريد من نوعه في العالم”، مشيرا الى أنه “يضرب النسبية ويشوهها، ويعيدنا بفعل الصوت التفضيلي الى القانون الارثوذوكسي، لان كل طائفة ستمنح هذا الصوت للمنتمي اليها، ومبديا اعتقاده بانه ستكون لدينا كثرة مرشحين”.
وكان جنبلاط قد استقبل امس في كليمنصو مدير الدراسات والمنشورات اللبنانية في وزارة الاعلام خضر ماجد وفدا من رابطة خريجي كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية برئاسة الدكتور عامر مشموشي.