عقدت اللجنة الدائمة للإعلام العربي دورتها التاسعة والثمانين في مقر الجامعة العربية في القاهرة، وعلى جدول أعمالها سبعة عشر بندا، أبرزها القضية الفلسطينية والقدس الشريف، مواجهة الإرهاب والتطرف الفكري والديني، تشكيل لجنة للنظر في التشريعات المطلوب اتخاذها بحق وسائل الاعلام المسيئة الى الدول. كما تم البحث في تأمين بث المباريات والألعاب الرياضية، وإتاحتها للمشاهد العربي، فضلا عن مواجهة الأمية في العالم العربي.
وحضر عن الجانب اللبناني المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، الذي ألقى كلمة قال فيها إن “الدول العربية كافة تواجه تحديات مصيرية لا مثيل لها، تهدد استقرارها وتطورها وتقدمها، ما يتطلب تضافر الجهود والسعي لإيجاد إعلام عصري ومتقدم يواكب التطور التقني وثورة الاتصالات وعالم المعرفة التي تستدعي من الإعلام العربي أن يعيد النظر في صورة جذرية في الأساليب والوسائل التي يجب أن ترتكز بالمقام الاول والأخير على الحرية والتعبير، بعيدا عن سياسة الرقابة والمنع والتفرد في الرأي، لأن الإعلام في العالم غدا تشاركيا تفاعليا، وأصبح لكل فرد موقعه على مساحة العمل الإعلامي”.
وأضاف فلحة: “المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى تأكيد تعزيز العمل الإعلامي العربي المشترك بما يخدم مصلحة الشعوب والبلدان العربية، وإننا في حاجة ماسة الى إعادة إظهار الصورة الحقيقية لمجتمعاتنا في ظل الصورة النمطية السائدة في الغرب، نتيجة التطورات التي تشهدها المنطقة، ومن هنا يجب تعزيز مساحة الحرية المسؤولة في إعلامنا العربي، بعيدا عن الأساليب التقليدية المتقادمة، وضرورة إفراد المساحة المطلوبة للاعلام في القطاع الخاص من دون أن نسقط من حسابنا أن الاعلام الحديث أطاح كل الاحادية في التحكم بالوصول الى المعلومة”.
وأشار الى ان “ميثاق الشرف الإعلامي الحالي يجب إعادة النظر فيه بما يخدم الصالح العام، بعيدا عن أي محاولات للتضييق على الحرية الإعلامية، ولاسيما ان التطور التقني قوض وسائل الرقابة التقليدية وحد من اساليبها وفاعليتها لتأخذ شكلا جديدا من خلال التحكم في الوصول الى المعلومات عبر مالكي تكنولوجيا المعرفة والاتصال الذين يتيحون ما يخدم مصالحهم ومنافعهم، او يحجبون، والدافع الأساس يقوم على ما يؤدي الغرض المبني على سياساتهم واستراتجيتهم، مما يشكل تحديا كبيرا لدى الدول النامية والمستوردة لهذة التكنولوجيا. وكل ذلك يدفعنا في العالم العربي الى التآزر أكثر والتعاون أكثر على المستويين الإعلامي والتقني”.
على صعيد آخر، قال فلحة انه “يجب التركيز على إيلاء الأهمية القصوى لمدينة القدس المقدسة لدى الأديان السماوية في ظل الممارسات الاسرائيلة العدوانية التي تشهدها المدينة”.