المسجد الإبراهيميّ، أو الحرم الإبراهيميّ الشريف، وهو عند اليهود باسم كهف البطاركة أو مغارة المكفيلة يُعتبر أقدم بناء مُقدّس مُستخدم حتى اليوم دون انقطاع تقريباً، وهو رابع الأماكن المُقدّسة عند المسلمين، وثاني الأماكن المقدّسة عند اليهود بعد جبل الهيكل. جاءت قُدسيته كونه بُني فوق مغارة مدفونٌ فيه كلٌّ من النبي إبراهيم وزوجته سارة، وولدهما إسحق وولده يعقوب وزوجتيهما رفقة وليئة، كما يُوجد بعض الروايات تذكر أن يوسف وآدم وسام ونوح مدفونون هناك أيضاً.
يتكون الحرم الإبراهيمي من بناء كبير مستطيل الشّكل، تبلغ مساحته حوالي 2040 مترًا مربعًا، ويحيط بالمبنى من الخارج جدارن ضخمة بُنيت من حجارة مصقولة كبيرة، ويضم المبنى مئذنتين وله أكثر من مدخل، أشهرها المدخل الشمالي. ويضم داخل المبنى مسجدًا جامعًا وصحنًا مكشوفًا وأروقة وغرفًا وممرات وقبابًا وقبوًا أرضياًا يُعرف باسم “الغار”، بالإضافة إلى مجموعة من القبور تخص النبيين إبراهيم ويعقوب وإسحق وزوجاتهم، كذا يوسف.
يحيط بالمسجد سورٌ عظيم يُسمّى بالحير أو السُّور السليماني، ويعود للعهد الروماني كما سبق بيانه، وهو مستطيل الشكل، بِطول 53,7م وعرض 29م من الداخل، وسُمك جدرانه 2,65م، تقف على ارتفاع 9,5م من أرضيته الداخلية، وعلى ارتفاعات متعددة من الخارج تصل إلى 16م من سطح الأرض من الجهة الجنوبية الغربية جهة باب القلعة. والسُّور مبني من كُتَل حجرية ضخمة مصقولة على هيئة مداميك يبلغ عددها 15 مدماكًا من أعلى الأماكن وهذه الحجارة يزيد طول بعضها على 7م، ويقرب ارتفاعها من 1.5م، وبها من الخارج صفوف وأكتاف يتوجها كورنيش، وفي العصر الإسلامي، زِيد ارتفاع هذه المداميك نحو 3 أمتار بما فيها شرفات التحصينات. والسُّور بُني بلا سقف، وجُعلت له قناة لتصريف مياه الأمطار، والموجودة على طول الجدار الجنوبي الغربي وتُخرج المياه من فَتحة تصريف في الجدار
يقع في البلدة القديمة لمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية في فلسطين، وهو يشبه في بناءه المسجد الأقصى،ويحيط بالمسجد سورٌ عظيمٌ مبنيٌّ من حجارة ضخمة يصل طول بعضها لـ7 أمتار، ترجع أساسته لعهد هيرودس الأدومي في فترة حكمه للمدينة (37 ق.م – 7 ق.م). بعدها قام الرومان ببناء كنيسة في مكانه، ثمّ هُدمت بعد أقل من 100 عام على يد الفرس، لتتحوّل بعدها إلى مسجد في العصور الإسلامية الأولى. ومع احتلال الصليبيين للمنطقة، بُني مكان المسجد كنيسة كاتدرائية، ما لبثت أن تحوّلت مرة أخرى لمسجد بعد تحرير صلاح الدين الأيوبي لفلسطين عام 1187. اليوم يقع المسجد تحت الاحتلال الإسرائيلي، ونظرًا للأهميّة الدينية للمسجد عند كلّ من المسلمين واليهود، فإنّه يُعتبر مركزًا للصراعات الجارية بين الفلسطينيين واليهود في مدينة الخليل، وبالتالي تمّ تقسيمه إلى مسجد للمسلمين وكنيس لليهود، وتمّ وضعه تحت حراسة أمنية مشددة.
عند المسلمين يُسمّى بـ المسجد الإبراهيميّ، نسبةً إلى النبي إبراهيم والمُلقّب بـ “خليل الله”، كونه دُفن فيه بحسب روايات تاريخيّة، ويشتهر في الإعلام باسم الحَرَم الإبراهيميّ، إلا أنّ بعض المسلمين يرفض تسميته بالحَرَم، بدعوى أنّ الحَرَم هو «مَا حَرَّمَ اللَّهُ صَيْدَهُ وَنَبَاتَهُ»، وأنّه لم يثبت في أحاديث النبي محمد أنّ هذا المسجد حَرَماً بعكس المسجد الحرام والمسجد النبوي.
أمّا عند اليهود فجاءت تسميته بـ مغارة المَكْفيلة (بالإنجليزية: Cave of Machpelah) وهو الاسم المذكور عندهم في التوراة للمغارة التي يقوم عليها المسجد والتي اشتراها النبي إبراهيم من “عفرون الحثي” ليدفن فيها زوجته سارة بعد موتها، و”المكفيلة” كلمة سامية تعني “مزدوجة” للدّلالة على أن المغارة كانت تتكون من كهفين. كما يُسمّى بـ كهف البطاركة (بالإنجليزية: Cave of the Patriarchs) كون المغارة ضمّت مدفن الأنبياء إبراهيم وإسحق ويعقوب وزوجاتهم سارة ورفقة وليئة، وهؤلاء الأنبياء يُعتبرون من بطاركة العهد القديم في الديانة اليهودية.
يعُود تاريخ المكان الذي بُني عليه المسجد إلى عهد النبي إبراهيم، والذي وُلد في زمن النمرود سنة 1813 ق.م بحسب التلمود البابلي،وبحسب ما ورد في التوراة، فإنّ هذا المكان كان عبارة عن حقل صغير فيه أشجار ومغارة مزدوجة تُسمّى بالمكفيلة موجودة في طرف الحقل، وكانت مملوكة لشخص يُسمّى “عفرون بن صوحر الحثّي” من “بني حثّ” والتي كانت تسكن مدينة الخليل (وكانت تُسمّى “حَبْرُون”) آنذاك، فلما تُوفّيت زوجة النبي إبراهيم سارة عن عمر 127 عامًا، أراد إبراهيم أن يدفنها، فاشترى الحقل والمغارة من عفرون بـ 400 شاقل فضة ليدفن زوجته سارة فيه وتكونَ مقبرةً لعائلته من بعده.
ثمّ لمّا تُوفي إبراهيم سنة 1638 ق.م عن عمر 175 عامًا، دُفن في المغارة المذكورة بجانب امرأته سارة من جهة الغرب، وتولّى دفنه ولداه إسماعيل وإسحاق. ثمّ بعد ذلك تُوفيت رفقة زوجة النبي إسحق ووالدة النبي يعقوب، فقام إسحق بدفنها في المغارة بحذاء قبر سارة من جِهَة القبْلَة،ليموتَ هو كذلك بعد سنين في الخليل فيقُومَ ابنَاه يعقوب وعيسو بدفنه في المغارة بحذاء قبر إبراهيم وإلى الغرب من قبر زوجته رفقة. ثمّ ماتت ليئة زوجة النبي يعقوب بعدما ذهب يعقوب إلى مصر فدُفنت في المغارة أيضًا. وعند وفاة النبي يعقوب في مصر أوصى بنيه أن يدفنوه في المغارة، ورد في سفر التكوين: «أَنَا أَنْضَمُّ إِلَى قَوْمِي. اِدْفِنُونِي عِنْدَ آبَائِي فِي الْمَغَارَةِ الَّتِي فِي حَقْلِ عِفْرُونَ الْحِثِّيِّ. فِي الْمَغَارَةِ الَّتِي فِي حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ، الَّتِي أَمَامَ مَمْرَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، الَّتِي اشْتَرَاهَا إِبْرَاهِيمُ مَعَ الْحَقْلِ مِنْ عِفْرُونَ الْحِثِّيِّ مُلْكَ قَبْرٍ. هُنَاكَ دَفَنُوا إِبْرَاهِيمَ وَسَارَةَ امْرَأَتَهُ. هُنَاكَ دَفَنُوا إِسْحَاقَ وَرِفْقَةَ امْرَأَتَهُ، وَهُنَاكَ دَفَنْتُ لَيْئَةَ».فمات في مصر وكان عمره 147 عامًا، وحنّط أطباء مصر جثته، وجاء بها ابنه يوسف وأخوته إلى الخليل (“حَبْرون”) في موكب عظيم، ثمّ قاموا ودفنوها في نفس المغارة.
وهناك اتّفاق بين المؤرّخين المعاصرين على أنّ الأنبياء دُفنوا في المغارة المذكورة،قال ابن كثير في كتابه البداية والنهاية: « فقبره (أي إبراهيم) وقبر ولده إسحاق وقبر ولد ولده يعقوب في المربّعة التي بناها سليمان بن داود عليه السلام ببلد حبرون، وهو البلد المعروف بالخليل اليوم. وهذا مُتَلَقَّى بالتَّواتر أمّة بعد أمّة، وجيلاً بعدَ جيل من زمن بني إسرائيل، وإلى زماننا هذا أن قبره بالمربّعة تحقيقًا، فأمّا تعيينه منها فليس فيه خبر صحيح عن معصوم»
مع انتهاء الحرب العالمية الأولى، دخلت القوّات الإنجليزية مدينة الخليل بعد انسحاب الجيش العثماني منها في عام 1917، فأسسوا فيها إدارة عسكرية استمرّت لعام 1920 لتصبح بعدها تحت الإنتداب البريطاني (1920 – 1948)، وتمّ تشكيل “المجلس الإسلامي الأعلى” لرعاية شؤون الأماكن الإسلامية في المدينة. وكان من أبرز الأعمال التي قام بها هذا المجلس: تعمير المنبر عام 1920، و قصارة وتكحيل المسجد عام 1922، وتبليط مصلى الجاولية وتكحيل سطحه عام 1945، وإنشاء ميضأة في ساحة القلعة عام 1944.
وبعد أن انسحب البريطانيون من فلسطين عام 1948، خضعت مدينة الخليل رسميًا الى حُكم الأردن (1950 – 1967)، بعد قرار وحدة الضفتين عام 1950، والذي جعل الضفة الغربية جزءًا من المملكة الأردنية الهاشمية. وقد انجزت في ذلك العهد إصلاحات عديدة للمسجد الإبراهيمي، فزادت العناية فيه وتحسّنت أوضاعه وزاد عدد موظفيه، من هذه الأعمال: بناء درج حديث في الساحة الجنوبية للمسجد وإعمار وترميم حائط مقام يوسف عام 1950، وطلاء الواجهات الداخلية للمسجد عام 1951، وطلي المسجد بالكلس والزيت عام 1957، وفتح بابين للدرج الجديد وتسوية أرض القلعة عام 1953، وإصلاح رصاص قبة مقام يعقوب عام 1957، وإعادة بناء جزء من البرج الملاصق للبرج الشمالي الغربي سنة 1965. كما أزيلت بعض الأبنية المُحيطة بالمسجد عام 1964، والتي كانت تحوي سوق عجرود والتكية الإبراهيمية والرباط المنصوري وأبنية لعائلات كانت تخدم المسجد.
وقعت مدينة الخليل تحت احتلال العدو يوم 8 يونيو 1967، وأصبحت المدينة تحت حُكم حاكمٍ عسكريٍّ للعدو، ومنذ ذك التاريخ، شرع المستوطنون اليهود بالاستيطان في محيط المدينة ثُمّ في داخلها، حيث يوجد حاليًا خمس مواقع استيطانية يهودية، وهي: مستوطنة تل الرميدة، والدبويا، ومدرسة أسامة بن المنقذ، وسوق الخضار، والاستراحة السياحية قرب المسجد الإبراهيمي. كما بدأت اقوّات العدو والمستوطنون في اعتداءاتهم على المسجد الإبراهيمي منذ اليوم الأول لاحتلال المدينة بهدف تحويله إلى معبد يهودي، فدخل جنود العدو المسجدَ ومعهم كبير الحاخامات شلومو غورين، فرفعوا علمهم على مئذنته، ومنعوا المصلّين المسلمين من الدخول إليه فترةً من الزمن.
وتوالت الاعتداءات على المسجد حيثُ تشير إحصائيات بأنّ هذه الاعتداءات بلغت حوالي 1231 اعتداءً منذ بدء الاحتلال ولغاية نهاية عام 2013،وبحسب باحثين، فإنّ جميع هذه الاعتداءات كان يقوم بها المستوطنون اليهود، وأنّ كثيرًا منها كانت تجري بحماية مباشرة من الجنود، كما أنّ الاعتداءات الخطيرة والتي تتعلق بتغييرات جوهرية في وضع المسجد وتهويده، كانت تتم بقرارات الحاكم العسكري للمدينة. وقد شملت هذه الاعتداءات عشرات الأشكال، منها ما يتعلّق بشؤون العبادة: كمنع رفع الآذان والتشويش على المصلّين ومنع إقامة الصلاة وإغلاق المسجد أيامًا ممتاليةً وتفتيش المصلين وتمزيق المصاحف. ومنها ممارسة العنف في المسجد: كالاعتداء بالضرب على سدنة الحَرَم وحراسه والمصلين، ووضع مواد كيميائية حارقة في مياه الوضوء، وإطلاق الرصاص على المصلين، والقيام بأعمال استفزازية كإدخال الكلاب وخلع البلاط وإقامة حفلات رقص، والسماح للمستوطنين بحمل السلاح داخل المسجد. ومنها عمليات التهويد: وقد بدأت برفع العلم الإسرائيلي على المسجد، ومن ثمّ إقامة الشعائر الدينية والصلوات، وإدخال كتب التوراة، والإقامة في المسجد لليالي وأيام متواصلة.
ومع استلام السلطة الوطنية الفلسطينية لمدينة الخليل عام 1995، قامت بأعمال ترميم عديدة للمسجد الإبراهيمي، فتمّ إعمار شامل لقصارة وزخارف خمس خيم من أسقف القاعة الإسحاقية، وتمّ ترميم وصيانة أسطح الرصاص فوق الإسحاقية بمساحة 400 م2، كما تمّ أعمال الطراشة في الجاولية واليوسفية، وأعمال تمديدات كهربائية للثريات القديمة.
في 21 فبراير 2010، أعلنت (إسرائيل) ضمّ المسجد الإبراهيمي ضمن قائمة التراث اليهودي، وأنّها ستشمل موقع المسجد في الخطة الوطنية لحماية وإعادة تأهيل مواقع التراث، ما أثار احتجاجات من الأمم المتحدة والحكومات العربية. ليصوّت اليونسكو لاحقًا في أكتوبر بأغلبية أعضائها باعتبار المسجد الإبراهيمي جزءاً أصيلاً من التراث الفلسطيني الإنساني، مطالبةً (إسرائيل) بشطبه من قائمة التراث اليهودي. في المقابل، رفضت (إسرائيل) قرارات اليونسكو، واعتبرتها مسيّسة ومُنحازة للفلسطينيين.
وفي هذا السياق تناولت الصحف العربية في الاونة الأخيرة في الشأن الفلسطيني قضية قرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو” بادراج مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي في الضفة الغربية، ضمن قائمة التراث العالمي.
كما وأعلنت وزيرة السياحة والأثار رلى معايعة، نجاح دولة فلسطين في تسجيل مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي الشريف على لائحة التراث العالمي، التابعة لمنظمة اليونسكو، وذلك بعد انتهاء أعضاء لجنة التراث العالمي من التصويت على ملف إدراج المدينة، ضمن الدورة 41، التي عقدت بمدينة كاراكوف البولندية.
وقالت الوزيرة، في بيان، أصبحت البلدة القديمة في الخليل رابع ممتلك ثقافي فلسطيني على لائحة التراث العالمي بعد القدس البلدة العتيقة وأسوارها، وبيت لحم مكان ولادة السيد المسيح: كنيسة المهد ومسار الحجاج، وبتير فلسطين أرض العنب والزيتون: المشهد الثقافي لجنوب القدس.
ولفت رلي معايعة إلى أهمية هذا الحدث التاريخي، الذي يؤكد على هوية الخليل والحرم الإبراهيمي، وأنها تنتمي بتراثها وتاريخها إلى الشعب الفلسطيني.
وقالت الوزيرة “بذلك تدحض (الادعاءات الإسرائيلية) التي طالبت صراحة بضم الحرم الإبراهيمي للموروث اليهودي، بالإضافة لحماية الحرم ومحيطه من الاعتداءات الإسرائيلية والتهويد المستمر منذ فتره طويلة، وذلك من خلال الحصول على ورقة دولية ضاغطة، بحيث يتوقف طمس معالم الخليل وتاريخها وموروثها الثقافي، الذي يمثل إرثا استثنائيا عالميا يهم الانسانية جمعاء”.
وأكدت معايعة الأهمية السياحية الكبيرة التي ستجنيها فلسطين من تسجيل مدينة الخليل، حيث ستعمل طواقم الوزارة على الترويج للموقع، كتراث عالمي يستحق الزيارة، لما يحتويه من قيم وعناصر جذب سياحي، بالإضافة لاستقطاب مشاريع تطويرية من خلال اليونسكو تستهدف الحفاظ على الموروث الثقافي في الخليل.
كما واعتبرت جريدة القدس الفلسطينية قرار اليونسكو “صفعة مدوية” ل(إسرائيل) وحلفائها، ولاسيما الولايات المتحدة.
وقالت الجريدة في افتتاحيتها إن القرار “يشكل بلا شك إنجازا فلسطينيا مهما للدبلوماسية الفلسطينية بعد القرار المهم الذي اتخذته اليونيسكو أيضا بشأن القدس رغم الضغوط التي مارستها إسرائيل وحليفتها الكبرى، الولايات المتحدة الأمريكية، لإحباط هذه القرارات“.
وطالبت الصحيفة بترجمة هذه المواقف إلى “واقع ملموس بإلزام هذا الاحتلال على احترام إرادة الشرعية الدولية“
أما في صحيفة الأيام الفلسطينية، قال حمادة فراعنة إن القرار “انتصار فلسطيني وعربي وإسلامي وأممي لكل من يؤمن بالعدالة وإنصاف الشعب الفلسطيني، ولهذا رفضته تل أبيب، واتهمت اليونيسكو بالانحياز للفلسطينيين وبأن قراراتها مسيسة، بعد أن فشلت حكومة نتنياهو في إحباط مشروع القرار“.
وتحت عنوان “الخليل تصفع الرواية الإسرائيلية”، قال فهد الخيطان في صحيفة الغد الأردنية إن منظمة اليونيسكو وجهت “صفعة قاسية لإسرائيل عندما صوتت بالأغلبية لصالح قرار يعتبر الحرم الإبراهيمي والمدينة القديمة في الخليل تراثا فلسطينيا خالصا أولا، ووضعه على قائمة المواقع المهددة بسبب الاحتلال ثانيا“.
وأضاف: “لقد عملت الماكينة الصهيونية منذ احتلال فلسطين على تصنيع رواية تاريخية مفبركة لتبرير شرعية احتلالها لأرض الغير، وطمس الرواية الفلسطينية الأصيلة، ودشنت على مدار عقود سردية تاريخية تجافي الوقائع والحقائق الماثلة“.
وأشار الخيطان إلى أن “قرارات اليونيسكو ورغم افتقارها لقوة القانون الكافية لتطبيقها، تبقى في نظر إسرائيل تهديدا لشرعية وجودها. لقد نجحت إسرائيل في تغيير الوقائع على الأرض، بالاستيطان والتهجير والتهويد، لكنها لم تفلح أبدا في شطب الرواية الفلسطينية التاريخية”.
وتعد مدينة الخليل واحدة من أقدم المدن العريقة، التي ما زالت مأهولة في العالم، ويمتد تاريخها إلى أكثر من 6000 عام، وهي مدينة مقدسة للديانات السماوية، وأصبحت رابع أقدس مدينة إسلاميَّة بعد مكة والمدينة المنورة والقدس.
كما يعتبر الحرم الإبراهيمي من أهم المعالم الحضارية المميزة للمدينة، والذي منحها مكانتها المميزة، وجعلها مقصدا دينيا للمؤمنين والرحالة العرب والأجانب.
وزارة الاعلام اللبنانية
مديرية الدراسات والمنشوارات
زينب زهران