بعد انتهاء عطلة الأعياد التي عكرتها قضية الفنانة اصالة التي شغلت الأوساط السياسية والشعبية وطرحت تساؤلات حول الإجراءات القضائية التي رافقت توقيفها وتركها بسند إقامة وسفرها، ستبدأ الأوساط السياسية بالتحضير للاستحقاقات القادمة سيما إقرار الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب والبدء بتنفيذ خطة الكهرباء. وفيما يتعلق بالموضوعين الاولين أي سلسلة الرتب والرواتب والموازنة علمت الديار انه من المرجح ان يبدأ درس الموازنة خلال شهر تموز حيث تكون لجنة المال والموازنة قد أنجزت دراستها لكن يبقى على هذا الصعيد حل مشكلة قطع الحساب التي لم تظهر حتى الان بوادر او معطيات الحل، سيما وان مشروع قطع الحساب يجب ان يأتي من الحكومة كما ان الدستور قد نص في المادة 87 على ان « حسابات الإدارة المالية النهائية لكل سنة يجب ان تعرض على المجلس ليوافق عليها قبل نشر موازنة السنة التالية». علما ان الحسابات المالية للسنوات الماضية لم تنجز بعد. وعلمت الديار في هذا الإطار، ان هناك اقتراحاً بتعليق العمل بالمادة 87 لحين انجاز الحسابات المالية حتى لا يتخلى المجلس النيابي عن دوره وصلاحياته الرقابية فيما يتعلق بحسابات السنين الماضية. اما فيما يتعلق بسلسلة الرتب والرواتب فترى هذه الأوساط المتابعة انه لم يعد هناك من مهرب لإقرارها، خاصة ان غالبية القوى السياسية قد تعهدت بذلك.
وهنا سؤال يطرح نفسه: كيف ستقوم الدولة بتمويل العجز الذي سيتراكم سيما انه بلغ بدون السلسلة وخطة انقاذ الكهرباء 4.8 مليار دولار لسنة 2017، فهل يلجأ المجلس لإقرار ضرائب جديدة في ظل وضع شعبي يعارض هذه الإجراءات ويطالب بترشيد الانفاق ووقف الهدر وعمليات الفساد؟
كنعان للديار: اقرار الموازنة امر ضروري
بدوره، قال رئيس لجنة المال والموازنة النيابية النائب ابراهيم كنعان لـ «الديار»: نعتبر اقرار الموازنة امر ضروري واستراتيجي ينهي التفلت في الانفاق من خلال الاعتمادات التي تضمنتها الموازنة، ووافق عليها مجلس النواب. وخصوصاً للاصلاحات الموجودة فيها، بدءاً من وضع سقف للاستدانة وصولاً الى رقابة مسبقة على الهبات والقروض، والى التوصيات التي صدرت باعتمادات متعلقة بالادارات والوزارات. وفي الوقت ذاته نرى ان احالة قطع الحساب الى المجلس النيابي موقتاً حسب الاصول امر يفرضه الدستور بناء للمادة 87 ويتكامل مع الموازنة بتأمين الشفافية والمحاسبة في الانفاق العام.
وتابع قائلاً «نأمل ان نتمكن من تحقيق انجاز قطع الحساب بالتعاون مع الكتل النيابية وتحديداً وزارة المالية المولجة باعداد هذه الحسابات.
خطة الكهرباء
وحول خطة الكهرباء الجميع ينتظر إحالة الملف الى دائرة المناقصات والتدابير التي سيتم اتخاذها من قبل الدائرة المذكورة كما يترقب الجميع إذا كانت ستعيد درس هذا الملف وتضع ملاحظاتها وتعيده الى مجلس الوزراء لإقراره فتتم المناقصة بشكل قانوني وشفاف يضع حدا للتساؤلات.
كل هذه القضايا سيبدأ العمل بها منذ اليوم وهنا تشير الأوساط السياسية ان لهذه الملفات أهميتها ان على صعيد نجاح الدفع الجديد الذي ينطلق به العهد والحكومة وان لجهة طمأنة الراي العام اننا امام مرحلة جديدة، علماً ان لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع بسبب عطلة عيد الفطر المبارك وقضاء البعض لاجازاتهم في الخارج.
وفي هذا السياق، سألت الديار نائب رئيس حزب القوات اللبنانية جورج عدوان عن تحالفات الحزب وعلى أي أساس ستكون مبنية فرد: «نحن بصدد دراسة تقنية لتطبيق القانون الجديد ومفاعيلها علما اننا ننطلق من تحالفاتنا الثابتة والاكيدة مع حلفائنا لكننا بحاجة لاستكمال الدراسة التقنية حتى يتم التطبيق والتكييف على ضوء المعطيات التقنية بحيث تأتي الملاءمة بين التحالفات السياسية والمتطلبات التقنية للحصول على النتائج المرجوة… لكنني أؤكد ان تحالفاتنا ستبقى هي الأساس».
من جهة أخرى، اعتبرت مصادر موثوقة ان التحالفات التي ستنشأ على ضوء الانتخابات النيابية المقبلة قد تؤدي الى خلط الأوراق من جديد خصوصا في ظل الحلف الثنائي المسيحي القواتي والعوني الذي سيؤثر بشكل كبير على تشكيل اللوائح وعلى التحالفات في مناطق لبنانية معينة. وفي هذا السياق، اشارت هذه المصادر الى ان حزب الله ثابت في التزاماته مع حلفائه انما عندما يتعارض حلفاؤه فيما بينهم عندها سيكون لحزب الله موقفاً اخر تجاه ذلك. وعلى سبيل المثال لا الحصر، إذا تحالف التيار الوطني الحر مع القوات اللبنانية ضد تيار المردة فهنا سيحاول حزب الله العمل على تقريب وجهات النظر بين التيار الحر والمردة وإذا لم يؤد ذلك الى نشوء حلف بين العونين والمردة عندها سيدعم حزب الله حليف واحد من بينهم وذلك لا يعني انه تخلى عن أحدهم. ومثال اخر على ذلك، إذا تحالف التيار الوطني الحر مع تيار المستقبل في صيدا بوجه زعيم التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد، سيدرس حزب الله الوضع وسيكون له موقف داعم على الأرجح لأسامة سعد بما انه أيضا حليف له.
اما من جانب المجتمع المدني، فقد كشفت الناشطة رانيا غيث ان المجتمع المدني هذه المرة يسعى الى ان يكون لديه مجموعات تحضر للوائح مكتملة في كل الاقضية وتشمل المناصفة بين المرأة والرجل.
وفي هذا المجال، اشارت الى انعقاد لقاءات متواصلة بين مكونات المجتمع المدني لرص الصفوف وتكوين خط سياسي جديد قادر على مواجهة الأحزاب. وأوضحت ان اختيار مرشحي المجتمع المدني مبني على الكفاءة وعلى الأكثر والاصح تمثيلا للشعب اللبناني قائلة: نحن اشخاص احرار نعمل من اجل مصلحة المواطن والوطن لا ضده على غرار ما يفعله الاخرون.». وطالبت بإنشاء موقع الكتروني يسمح للمواطنين بالاطلاع على مشاريع القوانين التي قدمت ومتابعة ذلك لمعرفة إذا طبقت او لم تطبق بهدف إعطاء الشعب اللبناني الحق في محاسبة النواب ومساءلتهم على أعمالهم.
السفارة الأميركية تحسم موقفها الداعم للجيش اللبناني
قال مصدر رفيع في السفارة الأميركية للديار انه عند تسليم المعدات العسكرية المعنية بحماية الحدود للجيش اللبناني الشهر الماضي، أوضحت السفيرة الأميركية اليزابيث ريتشارد ان هذا مثال اخر على دعم الحكومة الأميركية المستمر والبرامج الهادفة الى تحسين قدرات القوات المسلحة اللبنانية من اجل القيام بمهمتها بصفتها المدافع الوحيد عن لبنان والعين الساهرة الوحيدة على امنه.
وبالإضافة الى ذلك، ذكر المصدر في السفارة الأميركية للديار ان قائد القوات المسلحة المركزية المعروفة بـ«سنتكوم» والمسؤولة عن منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا (باستثناء إسرائيل) الجنرال فوتيل كان قد اكد خلال زيارته في وقت سابق من هذا الشهر التزامنا المشترك بضمان الاستقرار والامن في هذا الجزء الهام من العالم وشدد اننا نعتزم مواصلة العمل معا للتصدي لهذه التحديات الماثلة امامنا.
مصادر للديار: حزب الله غير معني بالخلاف الخليجي
على صعيد اخر، قالت مصادر موثوقة للديار بان حزب الله لم يبد أي موقف من الازمة الخليجية ولا يريد التدخل بذلك ولكن موقف المقاومة من الوهابية السعودية ثابت ويعود ذلك الى حرب اليمن وسوريا ردا على الاقاويل التي ترددت بان التصعيد في خطاب سماحة السيد حسن نصر الله الأخير ضد السعودية له علاقة بالصراع الخليجي مع قطر. واعتبرت هذه المصادر ان بعض «خفيفي العقل» توصلوا الى تحليلات واستنتاجات لا صلة لها بالمنطق حول موقف حزب الله وخطاب سماحة السيد الهجومي على السعودية معتبرين ان اللهجة العدائية تجاه الوهابية تعكس تعاطف المقاومة مع قطر من تحت الطاولة.
وفيما يتعلق باخر الاوضاع في سوريا، اكدت هذه المصادر للديار بان حزب الله وحلفائه لعبوا دورا مهما في الحفاظ على وحدة سوريا والتطورات الميدانية تشير الى ان المدن الكبرى باتت تحت سيطرة النظام وحلفاءه خلافا لما كان حاصلا في السنتين الماضيتين.
وبناء على ذلك، اكدت هذه المصادر بان حزب الله وحلفاءه يسيران على الطريق الصحيح طالما ان مشروع تقسيم سوريا أحبط بعودة انتشار الجيش السوري في اغلب المدن واكبرها والتي كانت خارج سيطرته في السنين الماضية وبتقهقر تنـظيم داعـش في العراق وقريبا في سوريا.
وحول الأجهزة اللبنانية الأمنية، أوضحت مصادر موثوقة ان سماحة السيد يشيد دائما بدور هذه الأجهزة في تامين الاستقرار واستتباب الامن مؤكدة ان حزب الله على علاقة جيدة وتنسيق دائم مع الأجهزة الأمنية في محاربة الإرهاب.