نظمت جامعة البلمند – حرم سوق الغرب و”منتدى الفكر التقدمي” مؤتمرا في قاعة توفيق عساف في الجامعة بعنوان “حرية التواصل الاجتماعي، الضوابط والمعايير”، في حضور ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن الشيخ نزيه صعب، ممثل وزير الاعلام ملحم الرياشي مستشاره انطوان عيد، النائب فؤاد السعد، الوزير السابق عصام نعمان، المدير العام لتعاونية موظفي الدولة الدكتور يحيى خميس، تيمور جنبلاط ممثلا بعضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور ياسر ملاعب، رئيس اتحاد بلديات الغرب الاعلى والشحار ميشال سعد، رئيس بلدية عرمون فضل الجوهري، ممثل “حزب الله” بلال داغر، ممثل حركة “أمل” الدكتور عماد غملوش، مفوض الاعلام في الحزب التقدمي رامي الريس، رئيس جامعة البلمند – سوق الغرب الدكتور كميل نصار،
رئيس “مؤسسة العرفان التوحيدية” الشيخ علي زين الدين على رأس وفد، رئيس “منتدى الفكر التقدمي” الدكتور هشام زين الدين، رئيس “جبهة التحرر العمالي” عصمت عبد الصمد وفاعليات تربوية واجتماعية وتعليمية وحشد من الحضور.
مطر
بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة، تحدث المسؤول عن العلاقات العامة في البلمند الدكتور سهيل مطر، فقال: “ان الدور الذي تؤديه جامعة البلمند لا ينحصر فقط في ايصال العلم والمعرفة، بل انها تؤدي دورا رياديا ومحوريا في المنطقة في خدمة المجتمع وحاجاته وتعمل على حل مشكلاته، كما انها تهدف الى تعزيز التواصل الاجتماعي والمناطقي وتمارس سياسة الانفتاح بين مختلف فئات المجتمع لتثبيت المحبة والعيش المشترك وترسيخ الوحدة الوطنية التي هي رسالة كل مواطن حر شريف يتطلع الى بناء مستقبل افضل ومجتمع متكامل ذي اهداف سياسية تحقق العدالة الاجتماعية والتواصل البناء”.
نصار
والقى الدكتور نصار كلمة قال فيها: “في زمن كثرت فيه الحرية وقلت فيه الديموقراطية.
في زمن كثر فيه التغريد وقل فيه الكلام.
في زمن كثر في “تويتر” و”انستغرام” وقل فيه الخبر المسؤول
في زمن كثر فيه التخاطب الاجتماعي وقلت فيه الضوابط والمعايير.
جاءت الدعوة الى مؤتمرنا اليوم علنا نضيء شمعة في سرداب هذا المجتمع المتفلت من كل انضباط. لقد كانت جامعة البلمند دائما سباقة ي طرح للتحديات الاجتماعية بطريقة اكاديمية، واجتماعنا اليوم هو لمناقشة معضلة تزداد وتسبب شرخا كبيرا بين فئات المجتمع اللبناني على كل الاصعدة السياسية والاجتماعية وحتى الاخلاقية، فلم نعد نعرف اين تنتهي حريتنا لتبدأ حرية الآخرين. انني دائما اتساءل: هل يمكنني كعضو في المجتمع اليوم ان ابتعد عن سبل التواصل الاجتماعي واتقوقع بين كتابي ودفاتري؟ واذا تابعت اساليب التواصل الحديث ودخلت الى هذا المعترك الاجتماعي فكيف يمكنني ان احافظ على خصوصيتي وخصوصية اصدقائي؟”.
وأضاف: “في احصاء صدر عن وزارة العمل الاميركية منذ وقت قريب، تبين تراجع عدد موظفي الصحف الاميركية المطبوعة 57,8 في المئة بين العامين 2001 و 2016 مع الغاء 238 الف وظيفة، وعلى صعيد المجالات المطبوعة بلغ هذا التراجع 42,4 مدى 15 عاما. في المقابل، سجل قطاع النشر على الانترنت زيادة في عدد الوظائف من 67000 في العام 2007 الى 206000 في 2016، بما يوازي ثلاثة اضعاف العدد في اقل من 10 أعوام.
ان كل المعطيات الراهنة تشير الى تحويل جذري في وسائل الاعلام ووسائل التواصل بين الناس. علينا كمؤسسات تربوية ان نواكب هذا العصر وهذه الموجة حتى يكون لنا دور فاعل في تنمية مجتمعنا وتربية طلابنا ليكونوا طلائع المجتمع الرقمي”.
وختم مرحبا بالحضور “في في ربوع جامعتنا”، متنمنيا لهم “مؤتمرا ناجحا”.
زين الدين
والقى الدكتور زين الدين كلمة قال فيها: “باسم “منتدى الفكر التقدمي”، يسعدني ان اشارك جامعة البلمند الموقرة الترحيب بكم في هذا المؤتمر الذي اردناه معا ان يكون مساحة لطرح الافكار ومناقشتها، حول موضوع مهم هو التواصل الاجتماعي الذي يؤرق حياتنا الاجتماعية والسياسية والتربوية والاخلاقية ويشعرنا باننا نقف عاجزين امام تطوره المتسارع الذي يأتينا في كل يوم جديد ونحن لما نهضم قديمه بعد. نريد لهذا المؤتمر ان يطرح الاسئلة والهواجس من زوايا متعددة او مختلفة ولم لا. لطالما وقعنا جميعا في المأزق نفسه، فلسنا نحن من صنع العولمة بل تم اقحامنا فيها، ولسنا نحن من اخترع وسائل التواصل الاجتماعي، بل فرضت علينا كقدر، حتى باتت تستأثر بجزء كبير من وقتنا واهتماماتنا وتخطت ذلك الى التأثير في تكوين شخصياتنا الفردية والمجتمعية والوطنية، وهنا تكمن المشكلة الابرز، بحيث اصبحت وسائل التواصل هذه شريكة مع البيت والعائلة والمدرسة والجامعة في عملية تربية الاجيال وتحديد قيمها وسلوكياتها ورفدها بمختلف انواع القيم والعادات والافكار، الايجابية منها والسلبية، من دون حسيب او رقيب، حتى باتت تصح فيها تسمية “وسائل التواصل اللااجتماعي، وهذا مبحث مهم ستتم الاضاءة عليه حكما خلال هذا المؤتمر”.
واضاف: “بناء على ما تقدم، نعتقد ان البحث في تحديد المعايير والضوابط هو مهمة صعبة وتكاد تكون مستحيلة، ونترك للسادة الحاضرين والمتداخلين تبصر امكان ذلك، لكننا نعتقد ان الضوابط والمعايير الممكنة والمجدية والموضوعية لا يمكن ان تكون مباشرة اي لا يمكن فرضها بالقوة حتى ولو بقوة القانون والتهديد والمحاسبة، بل علينا التفكير بطرق غير مباشرة لنشر الوعي في المجتمع حول هذه الظاهرة من خلال مسارين اثنين هما الاكثر تأثيرا في تكوين الوعيين الفردي والجماعي: التربية والاعلام، علنا نتمكن بمساعدتهما من ايجاد صمام امان لمستقبل اولادنا”.
وتابع: “ان سياسة التعليم والتربية بالقوة، وادلجة العقول ومحاصرتها بالقوانين والتضييق على حرية الرأي لم توصل من اعتمدها الا الى الخراب، والحرية في وسائل التواصل المفروضة علينا اصلا، قد تتحول الى نعمة وليست نقمة بشرط قيامنا بتوفير الارض الصالحة تربويا واعلاميا لنقبلها بمسؤولية ووعي لدورها البناء”.
وشكر “جميع المحاضرين والحاضرين في هذا المؤتمر”، متمنيا لهم “تواصلا معرفيا مفيدا”، وتقدم ب”جزيل الشكر الى ادارة جامعة البلمند على احتضانها اعمال المؤتمر وتوفير كل ظرف نجاحه”، متمنيا لهم “التوفيق وللجامعة التقدم والازدهار”.
ممثل الرياشي
والقى عيد ممثلا الوزير الرياشي كلمة، فقال: “يشرفني ان اكون بينكم اليوم للمشاركة في افتتاح هذا المؤتمر، وان انقل اليكم تحيات معالي وزير الاعلام الاستاذ ملحم الرياشي الذي تعذر عليه الحضور بسبب اعمال مجلس الوزراء والمناقشات المتعلقة بقانون الانتخاب. وأود ان اوجه تحية شكر وتقدير الى منظمي هذا المؤتمر في رحاب هذه الجامعة العريقة، لايلائهم واقع الاعلام ومستقبله وتأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي اهتماما يواكب الورشة التي اطلقتها وزارة الاعلام لتطوير المفاهيم الاعلامية التقليدية، وما يستطيع الاعلام اللبناني ان يقدمه حينما يتخذ منحى جديدا عنوانه “التواصل والحوار” على الصعد السياسية والاجتماعية والفكرية والحضارية”.
وأضاف: “الحرية هي الرئة التي يتنفس منها لبنان، ولطالما كانت الميزة الاساسية للاعلام اللبناني، ولكي تبقى كذلك، علينا ان نصونها بوعي ومسؤولية، وهو ما تقوم به وزارة الاعلام من خلال مواكبة الثورة التكنولوجية، مزاوجة بين الحرية وآداب المهنة والاداب العامة، كي لا يصبح التفلت حرية بمفهوم البعض، والتزمت ذريعة للحفاظ على الآداب بمفهوم البعض الآخر”.
وتابع: “ان المؤتمرات التي تتناول الشأن الاعلامي بمختلف جوانبه تسهم في بلورة الصورة المتكاملة التي نريدها للاعلام اللبناني. لذا، فان المزيد من هذه اللقاءات التي يشارك فيها اكاديميون ومتخصصون مطلوب لأنها تقدم الى وزارة الاعلام خلاصات مفيدة تسهم اسهاما مباشرا في تطوير القوانين المتعلقة بالاعلام بشكل مستدام”.
وختم: “مسؤوليتنا جميعا هي الارتقاء الدائم بالاعلام اللبناني لكي يبقى سباقا في مواكبة تحولات العصر، وامينا، في الوقت نفسه، لعراقته وهويته”.
جلستان
بعد ذلك، بدأت الجلسة الاولى عن “التأثيرات الاجتماعية لانتشار وسال التواصل الاجتماعي”، وترأستها الاعلامية راوية عزام، وشارك فيها الاعلاميان بسام ابو زيد وريما كركي، الدكتورة نايلة نحاس – جامعة البلمند، والاعلامي وليد الداهوك.
وبعد استراحة، بدأت الجلسة الثانية عن “مستقبل الاعلام اللبناني في ظل حرية التواصل الاجتماعي” ترأستها الاعلامية سارة عبد الله، وشارك فيها الاعلامي جورج صليبي، الدكتور شريف عبد النور – جامعة البلمند، الريس والصحافي غسان حجار.