أطلقت الامانة العامة للمدارس الكاثوليكية ووزارة الاعلام، خلال جمعية عمومية، في مركز الامانة العامة – عين نجم، بروتوكول تعاون وشراكة بين الوزارة والامانة العامة، بهدف إطلاق أندية الاعلام والتواصل والحوار في المدارس الكاثوليكية، في حضور وزير الاعلام ملحم الرياشي، رئيس اللجنة الاسقفية للمدارس الكاثوليكية المطران حنا رحمة واعضاء اللجنة: الأرشمندريت ايلي معلوف، الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار، ممثلة رئيسة جمعية راهبات الأنطونيات المارونيات الأم جوديت هارون الأخت باسمة الخوري، الأخ حبيب زريبي، إضافة الى رؤساء المدارس الكاثوليكية.
رحمة
افتتح اللقاء بالصلاة، ثم القى رئيس اللجنة الاسقفية للمدارس الكاثوليكية كلمة قال فيها: “أحيي الشخص المهم الدكتور سمير جعجع الذي حظي بموهبة عظيمة جدا على مستوى لبنان عندما اختار معالي الوزير ملحم الرياشي ليكون مهندسا كبيرا على مستوى مصالحة تاريخية مهمة وعظيمة للبنان، المصالحة التي تمت بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. هذا الخيار اعطى لمدارسنا ولطلابنا ولاجيالنا الصاعدة املا جديدا ونظرة جديدة بأن كل مستحيل يمكن ان يتحقق ويحل على ارض الواقع وان لا شيء مستحيلا ويمكن ان نجد حلولا لكل صعوباتنا”.
أضاف: “نعم لمرحلة طويلة اعتقدنا ان ذلك مستحيل ولكن بهذه الحكمة والوعي والنضوج وبهذه الكاريزما وبهذا النفس الطويل كان احد مهندسي التفاهم والانفتاح والتلاقي بين هذين التيارين الكبيرين على مستوى المجتمع المسيحي. نعم معالي الوزير نقول لك اهلا وسهلا بك في هذا الصرح التربوي الكبير الذي يجمع مؤسسات المدارس الكاثوليكية في لبنان وهو فعلا صرح عريق ناضل وجهد وضحى خلال تاريخ لبنان، واليوم نشد يدنا على يدك لنقول لك أكمل في الاتجاه ذاته للمصالحات المسيحية المسيحية ولم لا اذا ترتب بيتنا المسيحي ربما يكون فاتحة للبيت اللبناني ككل لاننا اليوم بأمس الحاجة لبناء هذا التوافق وهذا الحوار الحقيقي العميق وهذا الانفتاح اللبناني اللبناني لان وطننا في خطر ومحيطنا صعب وحضور الغريب والمسلح على ارض لبنان اصبح خانقا. نحن في واقع صعب جدا نريد ضوء أمل من قبل السياسيين ورجال الدولة حتى نستطيع من خلال نحت عملنا التربوي اليومي لطلابنا ان نعطي لطلابنا فسحة امل ورجاء ان لبنان الذي تتعبون فيه كإداريين وكمؤسسات كنسية، ابرشيات ورهبانيات واجسام تربوية وادارية وطلاب واهل وان نعطي للقاصي وللداني نفحة من الرجاء والامل للبنان المستقبل”.
وتابع: “سمحت لنفسي ان ابدأ كلامي بهذه الطريقة لاقول نعم نحيي كل وزير وكل رجل دولة وكل نائب يعمل بإخلاص واشعر ان لهذه الوزارة نكهة جدية للعمل الجدي المناقبي، العمل الوزاري وهذا الامر ألمسه مع وزراء القوات اللبنانية ووزراء احزاب اخرى ونأمل ان تنتشر هذه العدوى لتعم كل لبنان لانه من دون رجال صالحين وصادقين ومتجردين لا يمكن انقاذ لبنان وبالتالي يكون عملنا التربوي للعبث. لدينا أمل في بناء الاجيال الصاعدة واجيال المستقبل ولبنان الذي نطمح له جميعا ونحلم به، لذلك نحن اليوم نرحب بك في بيتك انت المشبع بالتربية والتهذيب والحوار والانفتاح وسمعنا عما تفكر به في وزارة الاعلام كي لا تكون وزارة الاستعراض ونقدم للناس ما يحبون سماعه بل لتكون وزارة فاعلة، وزارة الحوار والتواصل والانفتاح، وزارة الشفافية ونقل الحقيقة كما هي مهما كلفت”.
وأردف: “نحن اليوم نفخر بإطلاق نوادي الاعلام الموجودة في مدارسنا ونطمح الى تفعيلها مع وزارة الاعلام في هذه المساحة الجميلة التي تقدمها للمفهوم الاعلامي والتواصل والحوار، وقد يكون ذلك اهم ما نربي تلامذتنا عليه الا وهو ان هناك آخرا يجب ان ننفتح باتجاهه ولو شعرنا في مرحلة انه يخيفنا واننا لا نثق به لكن بالتواصل والحوار نذلل كل ذلك. والمثل اللبناني يقول “الانسان عدو ما يجهل”، نحن اعداء لبعضنا البعض طالما نجهل هذا الآخر ومن هو سواء اكان في مؤسساتنا التربوية او بين المناطق. ونحن اليوم نخطط لنفق نعمل على الزام الدولة به يجمع محافظة الشمال بمحافظة البقاع في منطقة بشري عيناتا التي تنقطع بسبب الثلوج انطلاقا من التواصل والحوار”.
وختم: “هذا الامر يأتي في سياق جسور التواصل التي تعمل عليها، ونتمنى ان يخلق هذا التوجه مدرسة جديدة في التعاطي الوزاري والحكومي لاننا لم نعد نتحمل فنحن نربي في مؤسساتنا ونتقاتل في اماكن اخرى ومع الاساتذة في سلسلة الرتب والرواتب وغيرها لان التواصل واللقاء والحوار ممنوع ولانهم يطبخون في مطابخهم سلسلة الرتب والرواتب ونحن في مدارسنا نرى سلسلة الرتب والرواتب في مكان آخر يجب ان نكون واقعيين وعقلانيين وعلميين ومنهجيين من اجل بناء وطن لا ان نبيع كلاما فارغا يمحى في اليوم التالي لانه غير مدروس. من هذا المنطلق، نحن فخورون جدا بمعالي الوزير ملحم الرياشي وبأمثاله من مدرسته الذين يجولون في كل العالم وفي الداخل ليبشروا بكرامة لبنان”.
عازار
من جهته، قال عازار: “أشكر لكم تشريفنا بحضوركم لنطلق معا مشروع تأسيس نواد للاعلام والتواصل والحوار في مؤسساتنا التربوية والتعليمية. وكم يسعدني هنا أن أشير إلى الاهتمام الذي ابديتموه ساعة اطلعتم على فكرة تأسيس نواد للصحافة، فتمنيتم أن تحمل هذه النوادي الاسم الذي تريدون اطلاقه على وزارتكم لما للاعلام والتواصل والحوار من دور في خدمة الحقيقة وفي العمل على ترقي الانسان ليدوم ضامنا للقيم في عالم بات يتناسى ان هذه القيم هي الأساس لبناء الانسانية والمواطنة. وكم كان رائعا، وكما ذكرت في حفل توقيع برتوكول التعاون، ان تجسد رغبتكم، دعوة شرعة التربية والتعليم في مدارسنا – وفي المادة 20 – إلى تنشئة التلامذة على التدرب على حسن استعمال وسائل الاعلام والتواصل الحديثة واستخدامها لوسائل للتربية وبناء المعرفة، بالإضافة إلى تمتين العلاقة بين الثقافات من خلال التواصل والحوار، مما يؤهل لبناء المجتمع والذات الوطنية”.
أضاف: “نعم، نحن راغبون بأن تسبب النوادي التي نقترحها على ادارات المدارس نهضة انسانية ووطنية وثقافية تساعد أجيالنا الطالعة على المتانة في اللغات، وعلى الالتزام باحترام الآخر وقبوله وقبول التنوع، وعلى التحلي بالقيم وحسن التعبير بكلام جميل وإيجابي وراق. نعم، اننا نعول على معاليكم لارساء نظام اعلامي جديد يرتكز على القيم، ويضع حدا لحملات التشهير المؤذية وللبرامج الاباحية ولتسليط الضوء على أعمال العنف والمشاهد الدموية وتقتلع الفساد الاخلاقي الذي تعتز به بعض المؤسسات الاعلامية بحجة انه يؤمن التمويل، في حين انه يدمر وطننا ويفتك بمستقبل تلامذتنا”.
وتابع: “نحن نقدر حرية الاعلام، ولكننا نعترف ايضا بأن حدود حرية الاعلام هي احترام الآخر والحرص على عدم تشويش عقول الصغار والكبار، والالتزام بالقواعد الاخلاقية وعدم استباق القضاء في اعطاء الأحكام. وكم يهمنا أيضا، يا صاحب المعالي، ان تشجعوا مؤتمرا علميا واعلاميا حول التربية وكيفية دعم المؤسسات التربوية للمساهمة معها في خدمة الحق والخير والجمال. لقد سئمنا، يا معالي الوزير، من تشويه الحقائق والمواقف، ومن اتهامات باطلة يسببها الهوس بالشعبوية والانسانية والمصالح الشخصية، بالإضافة إلى الجهل بالقوانين والأنظمة التي تنظم العمل التربوي: مناهج برامج وموازنات وأقساطا مدرسية”.
وقال: “ان نوادي الاعلام والتواصل والحوار هي محاولة لتسليط الضوء على الإيجابيات لتنشئة الشباب على تحمل مسؤوليتهم في خدمة قضايا الانسان العادلة، وعلى التطلع معهم إلى الغد، بمسؤولية ورجاء، لكي يعززوا حضورهم الفاعل في مجتمع هو بحاجة إليهم لتكون له القيامة المأمولة. وهل يتحقق هذا الرجاء إذا أبقى أهل التشريع القطاع الخاص بعيدا عن مشاوراتهم لاعداد للقوانين، تماما كما حصل بالنسبة إلى مشروع سلسلة الرتب والرواتب؟ ان الاهتمام فقط بالتفتيش عن مخارج لما يعني القطاع العام فقط وابعاد المعنيين المباشرين في القطاع الخاص، كالأهل والمعلمين وادارات المدارس، عن المشاركة في ايجاد الحلول لقضية أصبحت اليوم شائكة بسبب تراكم السنين وعمليات التأجيل، لهو فعلا أمر مستغرب ومؤذ للأسرة التربوية وللتلامذة. فهل يجوز، واستنادا إلى قناعتنا بأهمية التواصل والحوار، أن يتعاطى نواب الأمة، ومع تقديرنا لكل منهم، في جلساتهم اليوم وغدا مثلا، مع قضايا تهم المواطنين والمؤسسات والنقابات والرأي العام دون أن يستمع إلى أوجاعهم وهمومهم وتطلعاتهم، ويكتفي بقرارات، يقال إنها باسمهم، ويكتفي باعلامهم؟”.
أضاف: “أنا أعرف أنكم تستغربون مثلنا عدم التشاور والحوار بقضايا تهم جميع المواطنين ليتعاونوا من أجل النهوض بالوطن وبالشبيبة، أمل الغد. لقد كنتم مهندسا ناجحا للقاء من تقاتلوا بالأمس ليتصالحوا، وأملنا ان تواصلوا مهمتكم الشريفة لتتعزز اللقاءات ولتنموا النوادي المنتظرة التي نطلقها اليوم تواصلا وحوارا لبناء السلام في الحرية، ولتنشئة التلامذة على المسؤولية وعلى المساهمة في خدمة الخير العام وإيجاد الحلول العلمية والعادلة للمشاكل التي تعترض مسيرتهم”.
وختم: “إننا نقدر يا صاحب المعالي تقديركم للمؤسسات، وللأمانة العامة تحديدا وبخاصة لأنكم تركتم مجلس النواب لتعبروا عن قناعتكم بأن التربية هي أساس لبناء المجتمعات واعداد مسؤولي الغد، ولذا فلا بد من تحييد القطاع التربوي عن السياسات والصراعات والمواقف المتصلبة والأنانية للوصول إلى الغايات التي نتمنى. وفي الختام، اسمحوا لي بأن أنوه بمن أعد لبروتوكول التعاون وهما الأستاذان غسان أبو شقرا وجوستان اسحق شاكرا لهما سهرهما لانجاح المبادرة وتفعيلها”.
الرياشي
ثم ألقى الوزير الرياشي كلمة قال فيها: “سيدنا، أبونا بطرس، الحضور الكريم، الأباتي ايلي معلوف من الخنشارة، من الرهبنة الشويرية، أفتخر بأني تلميذ إحدى المدارس الكاثوليكية، ونشأت على يديها، وتربيت وكبرت على يديها. جميعنا يعرف أننا إن أردنا إلغاء أمة، إلغاء دولة، أو القضاء على مجتمع، علينا القضاء على مدارسه، فنخرج أساتذة جهلة، والأساتذة الجهلة يخرجون أولادا جهلة. وبالتالي، لا يعود هناك من داع لاستمرار الدولة أو الأمة، لأن القادة فيها سيكونون جهلة وعميانا. إذن، القاعدة المثلى لبناء مجتمع جيد ومثالي هي المدارس، فكم بالأحرى إذا كانت هذه المدارس، المدارس الكاثوليكية التي تنشئ حوالى مئتي الف طالب من كل الطوائف اللبنانية”.
أضاف: “مرة جديدة، أشكركم لتبنيكم هذه الفكرة. لقد قمتم بها وتعاونتم وقبلتم التعاون مع وزارة الإعلام لتوأمة الفكرة مع الدولة لإنشاء أندية للتواصل والحوار والإعلام في مدارسكم، وأتمنى من على هذا المنبر بالذات أن تتبنى أيضا كل المدارس، من كل الطوائف، وصولا الى المدارس الرسمية – وأدعو زميلي وزير التربية – الفكرة نفسها لأنها ليس فقط مجرد إعلام وتواصل وحوار، أي تواصل تقليدي، كما نحن نتواصل الآن، التواصل بحد ذاته ينبغي أن يكون نقدا، لأن النقد هو الطريقة المثلى التي يعمل بها العقل، فالعقل يعمل على النقد، ويكبر على النقد، وينمو على النقد الإيجابي والحضاري”.
وتابع: ” في كل أسبوع خلال كل لقاء لناد من أندية التواصل والحوار، هناك إمكانية لاستخراج أفكار جديدة من طلابنا وتلامذتنا لمجرد عرض برنامج على التلفزيون أمامهم، أو البرنامج الذي عرض بالأمس ومناقشته وانتقاده إيجابا أو سلبا، والبناء عليه، والتواصل يمكن ان يجري بين مائة وتسعين الف طالب، وصولا الى الدولة اللبنانية، فوسيط الجمهورية، الذي هو جزء من الوزارة الجديدة التي نعمل على تأسيسها لنقل المشكل والأفكار من هؤلاء الطلاب، عبر قياداتهم الى المدارس، وصولا الى الدولة اللبنانية”.
وأردف الوزير الرياشي : “لأن اليوم لم تعد الفكرة، فقط عندما ترد إليكم عبر ناد صغير، لأن النادي الصغير بات كبيرا بواسطة التواصل الإجتماعي. يمكن أن يكون التواصل الإجتماعي شريكا في هذا اللقاء وفي النقاش وفي الدرس وتنظيم الصف، وشريكا أيضا في النقد. ففي النهاية، أي عمل لا يتعرض للنقد إيجابا أو سلبا يكون ناقصا”.
وقال الوزير الرياشي: “حري بنا اليوم أن نتعلم التواصل أكثر،أي أن نقول ما نريد قوله، ونسمع الback feed من الآخرين، ونسمع الرأي الآخر. هذا هو سر أندية التواصل والحوار والإعلام في المدارس الكاثوليكية، وهذا السر سيعلمنا أن نفتح أنفاقا، ولكن خالية من النفاق، أنفاقا كاملة بين المناطق واللبنانيين وبين أبناء كل المشرق، لأن لبنان إن نجح بهذه الخطوة، يعول كثيرا على المدارس الكاثوليكية في هذا المجال، وهذا ليس بالأمر الجديد عليها لأنها هي التي أسست العلم والنهضة في لبنان وفي المتوسط”.
أضاف: “أمام هذا التأسيس اليوم، هناك تحد كبير وتأسيس جديد. وإذا نجح هذا التأسيس سيؤسس لمنطقة جديدة ومشهد جديد في هذا الإقليم وفي هذا المشرق، ليس شبيها بما يحصل اليوم، بل لا يشبه ولن يشبه إلا لبنان النموذج، وكان الموارنة قبل أي شيء آخر هم آباؤه وآباء هذه الفكرة اللبنانية التي هي ملك جميع اللبنانيين من دون أي استثناء، ولكن سيكونون من جديد الرافعة الأساسية للبنان النموذج، ليعم هذا النموذج في كل المشرق. هذه المسؤولية الكبيرة ليست مسؤوليتنا وحدنا، فهي مسؤوليتكم أنتم أكثر من غيركم، لأن حتى في غياب الدولة، واظبت مؤسساتنا التربوية على الاستمرار، لأنها كانت تحافظ دائما على هدف أساسي واستراتيجي ونية واضحة لقيام دولة يوما ما. واليوم، بدأت الدولة تعود تدريجيا الى الواجهة”.
وتابع الرياشي: “الدولة بدأت تعود بكل مكوناتها، وقيامتها على الأبواب. اليوم في زمن القيامة والجلجلة، علينا جميعا أن نتذكر أنه مهما طالت طرق العذاب وبعدت وصعبت تصبح القيامة أجمل. وأنا أكيد من أن القيامة مؤكدة، والمدارس الكاثوليكية هي رافعة استراتيجية وأساسية لهذه القيامة. وأستفيد من هذه الفرصة لأعلن من هذا المنبر تبني الكلام الذي تفضل به أبونا بطرس: مؤتمر لتثقيف وتعليم فنون الإعلام والتواصل لطلابنا، مؤتمر تعهدت وزارة الإعلام منذ هذه اللحظة بدعم المدارس الكاثوليكية والأمانة العامة على إنجازه، وتحملكم، لا سيما ابونا بطرس، مسؤولية الإعداد له لإنجازه بالتعاون مع وزارة الإعلام”.
وردا على سؤال حول بعض البرامج التلفزيونية المخالفة للآداب والقيم، قال الرياشي: “هناك مفاهيم وسلم قيم، وهذا السلم وضعت له أكثر من مرة شرعات ومواثيق شرف، ولكن لم يتم الإلتزام بها بكل أسف. أنا في صدد إعداد قانون للآداب الإعلامية نتيجة تردد البعض ولعدم الإلتزام بمواثيق الشرف، ونتيجة ضغط الإعلان على سوق الإعلام وفرضه بعض البرامج وبعض النمطيات المخالفة للقيم المشرقية ولأخلاقياتنا التي نعتز بها”.
أضاف: “الأسبوع المقبل بعد الفصح مباشرة، سندعو أصحاب المؤسسات الإعلامية المتلفزة خصوصا، إلى توقيع شرعة جديدة بين وزارة الإعلام وبينهم، يعملون هم على إعدادها لمراقبة كل هذه النقاط ووضع حد لها، سواء كانت في الإباحيات المسطحة والسفيهة والسخيفة أثناء الترفيه، أو في المشاهد الدموية لنشرات الأخبار أو في استعمال بعض التعابير غير اللائقة، مثل وصف بعضنا البعض بالمعاق وما الى ذلك، بما فيه من اهانة لإنسان مثلنا بأي شكل من الأشكال. هذه النقاط هي موضع بحث اليوم في وزارة الإعلام، وهناك ورشة عمل حول هذا الموضوع، وستكون هناك شرعة بين أصحاب وسائل الإعلام المتلفزة خصوصا، وهم يرسلون إلينا هذه النقاط ويساهمون في اعدادها”.
وتابع وزير الاعلام : “أصحاب وسائل الإعلام المرئية خصوصا هم أصحاب مبادىء وقيم، فصحيح أن الظروف الإقتصادية تقسو عليهم بعض الشيء، لكنهم يريدون أن تكون لمؤسساتهم الخاصة أفضل صورة وحضور، وأن تكون الرقم واحد في لبنان والعالم العربي. وعلى هذا الأساس، نتعاون معهم في هذا المجال. هناك قانون آخر يرعى هذه النقاط يتعهدها المجلس الوطني للاعلام، والذي يهتم بكل ما يتعلق بأخلاقيات المهنة وبمخالفة القوانين المرعية الإجراء، وأي مخالفة لهذه القوانين يرفع المجلس الوطني للاعلام تقريرا بصددها إلى وزير الإعلام لاتخاذ الموقف المناسب، وفقا للقانون وللسلطة التي منحها القانون لوزير الإعلام”.
وعن دور وزارة الإعلام في هذا الموضوع، قال الرياشي: “هذا هو دور وزارة الإعلام، ولكن في ما يتعلق بي كوزير إعلام، أحاول ألا أقطع الشعرة الفاصلة بين مفهومي القمع وحماية الحرية، لأن على لبنان أن يكون حارسا للحرية، ولكن في الوقت ذاته حارسا للقيم الإنسانية ولآداب المهنة قبل الآداب العامة، لأن ما يؤثر على آداب العامة هو قلة آداب المهنة”.
أضاف: “لذلك، فإن الإعلاميين مدعوون جميعا إلى احترام آداب المهنة، مرة جديدة، وفي كل يوم ولحظة، ولا أفضح سرا إن أخبرتكم بأن مجموعة من شخصيات المجتمع المدني، على رأسهم ملكة جمال الكون وملكة جمال لبنان السابقة جورجينا رزق، في صدد إعداد جمعية مع مجموعة ناشطة في لبنان تحت عنوان “مرصد العائلة اللبنانية” للاهتمام بشؤون البرامج التلفزيونية وشجونها، ونقل النقد الذي تحدثنا عنه الى وزير الإعلام والرأي العام مباشرة، وصولا إلى دعوة هذا المرصد الى مقاطعة بعض البرامج، ودعوة أيضا المعلنين الى مقاطعة بعض البرامج، كما فعل les parents catholiques في فرنسا. وأعتقد أن هذا الموضوع ستكون له فعالية كبرى على صعيد مراقبة البرامج وأخلاقياتها في لبنان”.
وتابع: “إعلان المرصد سوف يكون من قبل وزير الاعلام خلال شهر كحد أقصى، وهناك مجموعة شباب تعمل على هذا الموضوع. وأوجه شكري من هنا لجاك كلاسي وجورجينا رزق اللذين يهتمان كثيرا بهذا الملف، وأعتقد أن مرصد العائلة اللبنانية سيتحول شبيها بصلاة العائلة التربوية التي افتتحنا بها هذا اللقاء”.
وعن وجود معايير محددة وقوننة، قال الوزير الرياشي: “بالتأكيد، هناك قوانين وشرعات ومواثيق، ونحن اليوم في صدد العمل على قانون للآداب الإعلامية، وهذا القانون سوف يحتاج إلى دعمكم ودعم كل المدارس الكاثوليكية وكل المدارس التي تعنى بالأجيال والنشء في لبنان”.