اشار رئيس المركزي الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده أبو كسم الى انه ممّا لا شكّ فيه، أنّ وسائل التواصل الإجتماعي عبر عالم الإنترنت أو ما يسمّى بالعالم الإفتراضي، جعلت من العالم قرية كونيّة صغيرة مفتوحة، وساحات لتبادل الأخبار والأحداث والثقافات المختلفة، وعادات قد تكون غريبة عن مجتمعنا اللبنانيّ. لهذا من واجب العائلة، بالدرجة الأولى أن تسهر على أبنائها من خلال تنشئتهم على حسن استخدام هذه الوسائل، وفي الوقت عينه تبيان مخاطرها على المجتمع والأفراد: دون شكّ، إذا عرفنا كيف نستخدم هذه الوسائل، نؤدّي خدمة كبيرة لعائلاتنا. فالتلفزيون، مثلاً، من خلال البرامج التثقيفيّة والإجتماعيّة والبرامج التاريخيّة، يمكن أن يكون مصدراً للمعرفة و الثقافة العامّة، كما يمكن أن يكون مصدراً للشر من خلال عرضه للبرامج المتحلّلة أخلاقيّاً أو أفلام الرّعب والعنف والقتل والجنس، أو بعض البرامج الّتي تشجّع على الخيانة الزوجيّة، وتضرب صورة العائلة. وما نقوله عن التلفزيون ينسحب على سائر وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي.
وشدد خلال ندوة اقامتها إدارة مدرسة مار يوسف لراهبات العائلة المقدّسة المارونيّات – جبيل حول “الإعلام المعاصر وتأثيره على المجتمع والعائلة”، على ان الحريّة الشخصيّة تتوقّف عند حدود حريّة الآخرين وكرامتهم وإلاّ يدخل الأمر في إطار التعدّي على الآخرين، ممّا ينعكس على حياة النّاس وينشر الفوضى في المجتمع. فالإعلام المزيّف والرخيص دفع بالعديد من عائلاتنا إلى الإنجرار وراء المال والجنس، والغرق في نفق المخدّرات وعالم الرذيلة، وشجّع على ثقافة العنف والقتل والإنحراف. في المقابل، لا يسعنا إلاّ أن نحيّي وسائل الإعلام الّتي تساهم من خلال برامجها في بناء ثقافة الحياة و المعرفة، وتسهم في بناء المجتمع والإنسان من خلال برامجها المبدعة والخلاّقة، وبنوع خاص تلك الّتي تحافظ على كرامة الإنسان وتنمّي فيه روح المواطنة و المسؤوليّة. لكن في الوقت عينه، بعض هذه المحطّات تبث برامج تثقيفيّة، كما وتبث بعض البرامج المبتذلة من أجل كسب أكبر نسبة من المشاهدين، بغية الحصول على إعلانات تؤمّن لها المال على حساب كرامات النّاس و شعورهم.