نظمت “مؤسسة مهارات” بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي (UNDP)، اليوم، ورشة عمل دولية بعنوان “تجارب مقارنة من العالم حول دور الاعلام في تعزيز السلام والاستقرار الاجتماعي: اي تنظيم واي نموذج”، بتمويل من المملكة المتحدة وبالشراكة مع وزارة الاعلام اللبنانية، في فندق “جفينور – روتانا” الحمراء- بيروت.
حضر الحفل وزير الاعلام ملحم الرياشي، سفير بريطانيا هيوغو شورتر، مساعد الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي ادغار شهاب وشخصيات اعلامية لبنانية وبريطانية.
مخايل
بداية، تحدثت المديرة التنفيذية ل”مؤسسة مهارات” رولى مخايل، فقالت: “في اطار استكمال العمل على تعزيز دور الاعلام في بناء السلام في لبنان، يسرنا اليوم في مؤسسة مهارات بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي وبالشراكة مع وزارة الاعلام ان نفتتح اعمال ورشة العمل هذه، “تجارب مقارنة من العالم حول دور الاعلام في تعزيز السلام والاستقرار الاجتماعي اي تنظيم واي نموذج”، التي اردناها ان تكون حلقة للنقاش ولتبادل الخبرات وللتفكير معا حول كيفية حماية الاعلام في لبنان عبر تحصينه مهنيا ليظل قادرا على تأدية دوره في اعلام الجمهور وكشف الحقائق ومساءلة السلطة ومكافحة الفساد وليظل قادرا ايضا على لعب دوره في بناء السلام”.
واكدت “ان للاعلام دورا كبيرا في بناء السلام والاستقرار الاجتماعي او زعزعته، ولا سيما في المجتمعات التي تعاني انقساما حادا في الرأي تجاه قضايا اساسية ومصيرية، او في المجتمعات التي لا تزال تعصف بها نزاعات على خلفية حرب اهلية او حرب طائفية ومذهبية، او في المجتمعات التي هي في طور المعافاة والمصالحة وبناء النموذج المناسب لادارة التنوع فيها”.
وتابعت: “في لبنان تجربة غنية جديرة بالبحث والمتابعة، ولا سيما ان وسائل الاعلام لعبت دورا بارزا ومهما في التأثير وفي تأليب الرأي العام وتشكيله في مراحل مختلفة ما بعد الحرب، ومنها محطات مفصلية ترافقت مع نزاعات داخلية مسلحة، وذلك في ظل غياب آليات تنظيم ذاتية تضع قواعد مهنية واضحة في هذه المؤسسات الاعلامية وعدم فاعلية الدور الرقابي للدولة”.
وقالت مخايل: “أتى اطلاق “ميثاق شرف اعلامي لتعزيز السلم الاهلي في لبنان” عام 2013 بمبادرة من برنامج بناء السلام التابع لبرنامج الامم المتحدة الانساني في لبنان ومشاركة فاعلة لـ 32 مسؤولا تحريريا في مؤسسات اعلامية متنوعة، بالشراكة مع وزارة الاعلام اللبنانية، ليفتح النقاش العام حول أهمية تبني المؤسسات الاعلامية لقواعد اخلاقية ومهنية تعزز تأمين تغطية اعلامية نزيهة وحيادية وتساهم في تعزيز السلم الاهلي والاستقرار الاجتماعي. وقد تابع البرنامج قياس مدى التزام وسائل الاعلام بتطبيق بنود هذا الميثاق عبر سلسلة دراسات للتغطية الاعلامية في العامين الماضيين”.
اضافت: “عملنا في هذا المشروع على انتاج معرفي بحثي عبر 8 دراسات للمحتوى الاعلام الاعلامي تناولت الى الان 8 مواضيع اساسية في الاعلام اللبناني، من الخطاب الديني، الى العنف المصور، تغطية اللجوء، مقدمات نشرات الاخبار، الانتخابات، التعامل مع المصادر”.
وتابعت: “عملنا على توفير هذا العمل البحثي الذي نأمل ان يخدم تطوير المعايير المهنية والاخلاقية، ونحن نعرف انه في البلدان الديموقراطية والمتطورة يشكل البحث المدماك الاساس لتصويب السياسات العامة وتطويرها. نحن نأمل ان يتم البناء على هذه المبادرة وتحصينها ولا سيما انها حرصت على انتاج معرفي بحثي وضعته في تصرف وسائل الاعلام والاعلاميين ووزارة الاعلام التي كانت شريكة في هذا المشروع”.
واكدت اننا “نسعى عبر هذه الورشة الى استخلاص الدروس من التجارب المعروضة لتطوير ورقة عمل يمكن ان تساعد في تطوير النظم والاطر المهنية المعتمدة حاليا في لبنان في تنظيم الاعلام، ولا سيما انه لدينا اليوم فرصة جدية مع الوزير الرياشي الذي أطلق دينامية جديدة في القطاع الاعلامي لتنظيم مهنة الاعلام، وحماية حقوق الاعلاميين الذي يعانون اليوم من ازمة غير مسبوقة في تاريخ الاعلام اللبناني لناحية الصرف الجماعي وعدم نيلهم لحقوقهم”.
شهاب
وأشار شهاب الى “ان بريطانيا هي من الدول التي فهمت موضوع النزوح السوري جيدا، خصوصا في لبنان حيث ان السوريين نزحوا الى مناطق فقيرة في لبنان، فحين يرى الفقير اللبناني ان النازح السوري يتمتع بتقديمات اجتماعية اكثر منه فذلك سيخلق نزاعات بسبب هذا الامر”، متوجها بالشكر الى السفارة البريطانية “التي دعمت برنامج الامم المتحدة الانمائي ومشاريعه الكثيرة مع البلديات من اجل دعم المجتمعات المضيفة”.
وهنأ شهاب، باسم ال UNDP، الوزير الرياشي على “مبادرته بتحويل وزارة الاعلام الى وزارة التواصل والحوار الذي يعتبر المدماك الاساسي لنزع اي فتيل للفتنة”، داعيا الى “تغيير اسم وزارة المهجرين الى وزارة تثبيت العودة”.
شورتر
بدوره، اعرب السفير البريطاني عن “تقديره لدور الوزير رياشي بالاضافة الى دور مؤسسة مهارات وبرنامج الامم المتحدة الانمائي للعمل على نشر السلام عبر الاعلام اللبناني”.
واشار الى “الدور الهام للاعلام في سبيل مجتمع حر ومنفتح، وضرورة ان يلعب الاعلام دورا ايجابيا في عملية التغيير ونشر المعلومات”.
وقال: “كل يوم اتذكر شجاعة الصحافيين اللبنانيين الذين وقفوا من اجل حرية وديموقراطية بلدهم وهم دفعوا ثمن ذلك غاليا”.
ولفت الى “ان مقر سكن السفير البريطاني في بيروت يعود الى الصحافي سليم اللوزي الذي اغتيل خلال الحرب الاهلية اللبنانية”، مشددا على “دعم السفارة البريطانية للصحافة في لبنان من اجل تحقيق السلام فيه”.
واكد “وقوف بلاده الى جانب لبنان من اجل نشر ثقافة السلام والتنوع”، مذكرا بقول البابا يوحنا بولس الثاني “ان لبنان يمكن ان يكون رسالة الى المنطقة والعالم”.
الرياشي
واعلن الوزير رياشي “انه ينتظر توصيات المؤتمر لتحويلها الى قرارات تنفيذية”. وشدد على “اهمية ان يدير الاعلام الشارع وليس العكس”، مشيرا الى “ان هذا الامر ضروري ويجب التركيز عليه ونتعلمه ونعلمه لبعضنا البعض”. وقال: “نعمل للسبق الصحفي ونظن اننا سبقنا مؤسسة اعلامية اخرى، فمثلا نأتي بخبر أن شخصا يضرب شخصا آخر في الشارع ونكتشف بالنتيجة اننا نسوق للعنف ونحض على الكراهية ليس اكثر”.
اضاف: “على الاعلام ان يدير الشارع والا نسمح ابدا للشارع ان يدير الاعلام، لذلك نحن بحاجة الى ثقافة اعلامية جديدة، من الضروري ان تساهم فيها مؤسسة مهارات وال UNDP تدعمها السفارة البريطانية بالاضافة الى وزارة الاعلام”.
ودعا رياشي الى “طرح مفردات جديدة”، معتبرا ان “ميثاق الشرف الاعلامي ليس كافيا بل يجب ان يكون هناك قانون له علاقة بضبط ايقاع الاعلام بشكل اكبر، وعلى اصحاب المؤسسات الاعلامية ان يشاركوا في ورشة عمل تثقيفية خاصة بهم، لا ان يعتمدوا على السبق الصحفي او الاحصائيات”، مشيرا الى “امور مهمة يجب الاشارة اليها والاضاءة عليها من اجل السلم الاجتماعي”.
ولفت الى “ان الصينيين القدماء بنوا سور الصين العظيم، لكنهم خلال المئة عام من بناء السور تم اجتياح الصين ثلاث مرات، وكانت هذه الاجتياحات سهلة جدا لان المهاجمين كانوا يرشقون حارس السور حتى لا يجبروا على تسلق السور للدخول الى الصين، لذلك هم اهتموا ببناء الحجر ونسوا بناء البشر”. وقال: “الاهم هو بناء الحارس الذي هو الاعلامي الذي هو صاحب المؤسسة الاعلامية والباقي يصبح من التفاصيل”.