افتتحت اليوم “ندوة الشباب ووسائل الإعلام في جنوب المتوسط: علاقة حب أم كراهية؟”، التي ينطم اعمالها الاتحاد الأوروبي بالشراكة مع “قناة فرنسا الدولية” و”مؤسسة سمير قصير”، في قاعة فرنسوا باسيل – حرم الابتكار والرياضة التابع لجامعة القديس يوسف – طريق الشام.
ويشارك في الندوة التي تعقد على مدى يومين، نحو 80 شابا من، المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، مصر، فلسطين، لبنان، سوريا والأردن، وتناقش “الدور الذي يمكن لوسائل الإعلام ان تلعبه في اطار اتاحة الفرصة امام الشباب في منطقة جنوب المتوسط لمعالجة قضايا فرص العمل والتعليم وتطوير مجتمعاتهم وما تقدمه وسائل الإعلام في الوقت الراهن”.
وتحدث في الجلسة الإفتتاحية رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي السفيرة كريستينا لاسن، المدير العام ل”قناة فرنسا الدولية” إتيان فيات، ورئيسة “مؤسسة سمير قصير” جيزيل خوري قصير.
فيات
وأثنى فيات بداية على “مشاركة نحو 80 شابا وشابة في هذه الندوة من منطقة حوض البحر المتوسط ومن الناشطين في مجال التواصل والإتصال”. واعتبر ان “العلاقة بين الشباب ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي، غيرت المعطيات وخلطت الأوراق في كثير من البلدان”.
وقال: “انتم منتجو المعلومات ومستهلكوها وبإمكانكم قول الكثير حول ما تريدونه وحول ما ترفضونه، انتم ستتبادلون الآراء حول قصصككم تجاربكم نجاحاتكم وفشلكم، لذلك مطلوب منكم اليوم ان تسموا الأمور بأسمائها وان تتكلموا بحرية عن مشاريعكم الملحة الإقتصادية والرياضة والإجتماعية وكل ما يمت اليكم بصلة”.
قصير
وشكرت قصير الإتحاد الأوروبي على “تمويله جائزة سمير قصير ومشاريع سكايز التي نمت في المشرق العربي”، مشيرة الى ان “هذا المركز الذي نما منذ سنة 2008 اصبح اليوم اهم مرجع في رصد الإنتهاكات ضد الصحافيين وفي تكوين مهارات نحو الف اعلامي في الإعلام الجديد”.
وقالت: “ماذا يعني الإعلام الجديد وانا احاول ان اخذ الشباب بالمعنى المهني نحو هذا الإعلام الجديد، اي كيف نواكب تطورات العصر وكيف نثير اهتمام الشباب وهل هناك طلاق حقيقي بين الإعلام التقليدي والإعلام الحديث؟”. واكدت “نحن نهتم بهذا الموضوع لأن المنطقة شابة ولأنه يتم شد الشباب نحو عصبيات خطيرة نظرا لعدم وجود افق لديهم. فنقوم بإطلاعهم على احدث التكنولوجيات وتدريبهم على الوسائل الحديثة والإستفادة منها. ولكن في ظل وجود قوانين اعلامية غير صالحة للزمن الجديد، نحن ايضا مهتمون بدرس اقتراحات وقوانين عصرية تحمي حرية التعبير وتنظم الإعلام بعيدا عن المحصاصات، اكانت طائفية او دينية او اثنية او زبائنية او امنية. فالمنطقة تشهد اعلاما امنيا في كثير من البلدان، وهذا ما ادى الى هذا الإعلام الحالي والى مشاكله العديدة والى عدم اهتمام الشباب بما يحصل على شاشاتنا وفي صحفنا”.
اضافت: “وسائل الإعلام تقول كيف نتطور والمشاكل الإقتصادية في كل العالم العربي والسوق الإعلامي يضيق جدا، لكن على الدول العربية ان تنتقل من مرحلة الى مرحلة اخرى، وهناك اليوم ضرورة الى تحديث في كل بلد الوسائل الإعلامية وخدمات الإنترنت والخطاب السياسي، مع المحافظة على احترام حقوق الإنسان وحرية التعبير، وعلى الا يقول لي احد لدينا اخلاقيات معروفة وخصوصية ومشكلة امنية. فوضع الناس في السجون وقمعهم واغتيالهم لا يؤدي الى استقرار امني في اي بلد من البلدان”. وركزت على “ضرورة ايجاد ميثاق اخلاقي اعلامي”، معتبرة ان “لا وجود لميثاق شرف اعلامي في لبنان، بل هنالك قانون للعقوبات وهذا معيب للصحافة اللبنانية”.
وختمت: “نريد ان نسمع في ندوتنا ما يريده الشباب، ونحن اليوم في 15 آذار بعد يوم من 14 آذار الثورة التي كنا نأمل بالكثير منها، لكنها خيبت آمالنا كما خيبت الثورات العربية آمال الكثير من الشباب”.
لاسن
واملت لاسن ان “تكون هذه الورشة فرصة للاضاءة على العلاقة بين الإعلام والشباب، وهي اول ندوة من نوعها في المنطقة”. وقالت: “نحن نقر بأهمية شراكاتنا مع الشباب في المنطقة، ولقد تأخرنا كثيرا لندرك هذا الواقع”. ورأت ان “مثالية وابتكار ومبادرة الشاب ادت الى احداث تغييرات بأكثر من طريقة في المجتمعات لأنهم العنصر الذي يسهم في التغيير الإيجابي في بلدانه”.
وعددت لاسن “المرتكزات التي يعمل عليها الإتحاد الأوروبي في شراكته مع دول المنطقة، ومن بينها تحديث التعليم العالي ودعم الأمن والسلام والدفاع عن حرية التعبير، كل هذه الأمور يمكننا مساعدتكم فيها، لكن يقع على مواطني المنطقة العمل لتحقيق هذه الإهداف المنشودة”.
ورأت ان “للشباب الدور الاساسي في العالم الرقمي بمساءلة السلطات، ولا يمكن ان نتصور مجتمعات دون اعلام حر وهذا ما ينطبق على لبنان. فالإعلام الإلكتروني بشكل خاص يشكل منصة للشباب للحصول على المعلومات”. ولاحظت “بروز اعلام مزيف، لذلك يعود لمستخدمي وسائل التواصل التحقق من المعلومات ومن مصداقيتها ومن معايير النوعية، وهذا اساسي اذا ما اخذنا بعين الإعتبار ان الإعلام الإلكتروني يتيح وسائل اكثر حرية لإحداث تغيير ايجابي”.
الجلسة العامة الاولى
وعقدت الجلسة العامة الأولى بعنوان “وسائل الإعلام التقليدية والشباب خيبة امل”، بحثت في موضوع “كيف ترى وسائل الإعلام دور الشباب في المجتمع؟”، ادارها ايمن مهنا وتحدث فيها يانيس خلوفي من الجزائر، الزميلة في “مدى مصر” لينا عطالله، مدير تلفزيون “رؤيا الأردن” فارس الصايغ، المدير في “سلوان الليبيين” ربيع الدهان من ليبيا والزميل في “الشروق نيوز” خالد دراريني من الجزائر.