تلتقي المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل القوية والمتحفظة في آن، الرئيس الاميركي الصاخب دونالد ترامب. ويعقد هذان الزعيمان المتناقضان في كل شيء تقريبا، اجتماعهما الاول الثلاثاء في واشنطن على خلفية توتر بين ضفتي الاطلسي.
ولم تكشف الحكومة الالمانية عن المسائل التي ستناقش في الاجتماع لكنها اعتبرت انه «سيكون فرصة لتبادل وجهات النظر حول مختلف المواضيع الثنائية والدولية وحلف شمال الأطلسي».
ورفضت ميركل التي كانت مقربة جدا من الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما، «التحدث» ايضا عن مضمون اللقاء.
لكنها وافقت على الذهاب الى واشنطن بصفتها ممثلة للاتحاد الاوروبي الذي قلل ترامب من اهميته في السابق، حتى انه اعرب عن الامل في ان يكون خروج بريطانيا منه مثالا يحتذى.
وقالت ميركل على هامش قمة للاتحاد الاوروبي في بروكسل، «سأشدد بالتأكيد على ان بلادنا وانضمامها الى الاتحاد الاوروبي هما وجهان لعملة واحدة».
من جهة اخرى، دعا المتحدث باسم الكرملين امس الى تكثيف الاتصالات لتحسين العلاقات المتوترة بين روسيا والولايات المتحدة، معتبرا ان صبر موسكو بدأ ينفد بسبب التباطؤ في العمل لتحسين العلاقات بين البلدين منذ تسلم دونالد ترامب السلطة في واشنطن.
واشار المتحدث ديمتري بيسكوف في مقابلة مع شبكة «سي ان ان» الى ان روسيا «لا تدرك تماما الافاق المتوقعة للعلاقة» بين البلدين، معتبرا ان «من غير المعقول حتى الان اننا لم نبدأ الحوار بعد»
وتابع المسؤول الروسي «كنا نتوقع ان تكون وتيرة علاقاتنا مكثفة اكثر وفي شكل اعمق، وان نجلس ونتحادث لان هناك جمودا كبيرا في علاقاتنا»
واضاف «بالنسبة الى بلدين مثل روسيا والولايات المتحدة من غير المعقول عدم النقاش، خصوصا في مواجهة هذا الكم الكبير من المشاكل الاقليمية والعالمية التي تواجهنا»
وتابع بيسكوف متحدثا عن ترامب «يقول ان علينا ان نلتقي ونبدأ حوارنا، الا اننا ويا للاسف لا نفهم بعد متى سيبدأ هذا الحوار»
واعرب بيسكوف عن قلقه ازاء الاتهامات التي وجهت الى روسيا بالتدخل في الانتخابات الاميركية الاخيرة وقال في هذا الاطار «نريد فعلا ان تتوقف هذه الهستيريا».
على صعيد اخر، استنكر أكثر من 130 خبيرا بالسياسة الخارجية الاميركية مرسوم حظر السفر المعدل الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب معتبرين أنه يقوض الأمن القومي للولايات المتحدة ومصالحها بنفس درجة المرسوم الأصلي الذي منع دخول اللاجئين والمسافرين من دول مسلمة.
وحذرت رسالة أصدرها عدد من المسؤولين الحكوميين السابقين والخبراء من أنه «بالنسبة إلى المسلمين – بمن فيهم ضحايا تنظيم داعش أو المقاتلين ضده،» سيكون المرسوم بمثابة «رسالة تعزز الدعاية التي تزعم أن الولايات المتحدة تشن حربا على الإسلام»
وأضافت الوثيقة التي يعود تاريخها إلى يوم الجمعة أن «استقبال اللاجئين والمسافرين المسلمين يكشف بالمقابل أكاذيب الإرهابيين ويقف في وجه رؤيتهم المشوهة»
وبين الموقعين الـ134 مسؤولون كانوا جزءا من إدارات جمهورية أو ديموقراطية سابقة مثل الدبلوماسي نيكولاس بيرنز ومدير قسم مكافحة الإرهاب السابق في مجلس الأمن القومي ريتشارد كلارك إضافة إلى ميشيل فلورنوي التي تولت سابقا منصب نائب وزير الدفاع.
وعمل أغلب من وقعوا عليها في إدارات ديموقراطية مثل وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت ووزيرة الداخلية السابقة جانيت نابوليتانو إضافة إلى مستشارة الأمن القومي سابقا سوزان رايس والمدير السابق للمركز الوطني لمكافحة الإرهاب ماثيو أولسن.
وتتوافق رؤيتهم مع تلك التي أصدرتها المحاكم الأميركية والتي تفيد بأن الاجراءات الجديدة هي تمييز ضد المسلمين وتؤذي مصالح الولايات المتحدة.
وأشارت الرسالة إلى أن قرارات «حظر من هذا النوع تؤذي الأمن القومي للولايات المتحدة وتقلل من شأن وطننا العظيم»
وأضافت أن المرسوم «يضعف قدرة هذا البلد على لعب دور قيادي عالميا ويعرض مصالح أمننا القومي إلى الخطر عبر فشله في دعم استقرار حلفائنا الذين يكافحون لاستضافة أعداد كبيرة من اللاجئين»
وأرسلت نسخ من الرسالة إلى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس ووزير العدل جيف سيشنز ووزير الداخلية جون كيلي إضافة إلى القائم بأعمال مدير وكالة الاستخبارات القومية مايكل ديمبسي، حسب ما جاء في صحيفة “اللواء”.